قلتُ: وهذا إسناد ساقط معلول، رجاله كلهم موثقون سوى عبد الغفار بن القاسم، وهو أبو مريم الكوفي ذلك التالف المشهور، وقد رماه أبو داود وغيره بوضع الحديث، وتركه أكثر النقاد، وهو من رجال "الميزان" و"لسانه" [٤/ ٤٢]. وشيخه (قرظة بن حسان) انفرد ابن حبان بذكره في "الثقات"، وباقى رجال الإسناد من رجال "الصحيح" ويونس: هو ابن بكير. وقد خُولف عبد الغفار في "سنده"، خالفه عبيد الله بن إياد ابن لقيط، وهو ثقة مشهور، فرواه عن أبيه إياد بن لقيط، عن حذيفة بن اليمان به نحوه ... فأسقط منه الواسطة بين إياد وأبي موسى؛ ثم نقله إلى (مسند حذيفة)، هكذا أخرجه أحمد [٥/ ٣٨٩]، من طريق يحيى بن أبي بكير عن عبيد الله بن إياد به. قلتُ: وهذا الوجه هو المحفوظ عن إياد بلا ريب. وقد أورده الهيثمي في "المجمع" [٧/ ٦٥٢]، ثم قال: "رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح" وهو كما قال؛ وسنده قوى؛ لولا أنى لم أتحقق من سماع إياد من حذيفة، وأراه لم يسمع إن شاء الله. فالإسناد منطقع، وقد تسرع الإمام الألباني في "الصحيحة" [٦/ ٢٧٥]، وقال: "إسناده صحيح على شرط مسلم" وغفل عن أن مسلمًا لم يخرج بتلك الترجمة في "صحيحه" حديثًا قط، واللَّه المستعان لا رب سواه.