وشيخه: (إبراهيم بن سليمان) لم أُميِّزه بعد، وقد ذكره المزي في شيوخ (محمد بن إبراهيم) من "تهذيبه" [٢٤/ ٣٢٥]، ولم ينْسبه، فلا أدرى مَنْ يكون على وجه التعيين؟! وحرب بن سريج: شيخ بصرى مختلف فيه، وهو إلى الضعف أقرب، وقد أخرج له النسائي وحده في (مسند عليّ). وباقى رجال الإسناد: من رجال "الصحيح". والحديث: أورده الهيثمي في "المجمع" [٥/ ٣١]، ثم قال: "رواه أبو يعلى، وفيه مَنْ لم أعرفه! "، وتعقبه الإمام في "الضعيفة" [٣/ ١٤٠] بقوله: "وليس فيهم من لا يُعرف إطلاقًا، فلعله تحرَّف عليه بعض أسماء رواته"، وقبله قال أبو الفيض الغماري في "المداوى" [٦/ ٢١١]: "كأن الهيثمي انقلب عليه إسناد هذا الحديث .. ". قلتُ: وهذا تعقب غير جيد من الرجلين جميعًا، لأنهما لم يذكرا مَنْ يكون (إبراهيم بن سليمان؟!) في سنده، وكأن هذا الرجل هو المراد بقول الهيثمي الماضي: "فيه مَنْ لم أعرفه؟! ". نعم: أغفل الهيثمي إعلاله بـ (شيخ المؤلف)، وهو كذاب ساقط، وخفى هذا الإعلال على الإمام في "الضعيفة" أيضًا، وزعم هناك: أن رجال الإسناد ثقات غير حرب بن سريج، ثم أعله بحرب، وتوثيقه لرجاله سوى حرب، فيه دليل على كونه عرف: (إبراهيم بن سليمان)! فليته نسبه حتى ننظر في شأنه! والحديث: أعله المناوي في "الفيض" [٦/ ٨٥] بشيخ المؤلف وحده، ثم نقل عن الحافظ أنه قال: "سنده ضعيف"، وفيه تسامح لا يخفى! وللحديث شواهد نحوه: لا يثبت منها شيء، واللَّه المستعان.