للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٧٢٩٧ - وَعَنْ أبى موسى، قال: أرسلنى أصحابى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أسأله الحملان لهم، إذ هم في جيش العسرة، وهى غزوة تبوك، فقلت: يا نبى الله، إن أصحابى أرسلونى إليك لتحملهم، قال: "لا، وَاللَّهِ لا أَحْمِلُهُمْ عَلَى شَىْءٍ"، ووافقته وهو غضبان ولا أشعر، فرجعت حزينًا مِنْ منع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومن مخافة أن يكون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد وجد في نفسه عليَّ، فرجعت إلى أصحابى، فأخبرتهم الذي قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم ألبث إلا سويعةً إذ سمعت بلالا ينادى: أين عبد الله بن قيس؟ فأجبته، فقال: أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعوك، فلما أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "خُذْ هَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ، وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ، وَهَذَيْنِ الْقَرِينَيْنِ - لسِتَّةِ أَبْعِرَةٍ ابْتَاعَهُنَّ حِينَئِذٍ مِنْ سَعْدٍ - فَانْطَلِقْ بِهِنَّ إِلَى أَصْحَابِكَ، فَقُلْ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ - أَوْ إنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَحمِلُكُمْ عَلَى هَؤُلاءِ، فَارْكَبُوهُنَّ"، قال أبو موسى: فانطلقت إلى أصحابى بهن، فقلت: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحمل على هؤلاء، ولكن واللَّه لا أدعكم حتى ينطلق معى بعضكم إلى من سمع مقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين سألته لكم، ومنعه في أول مرة، ثم أعطاه إياى بعد ذلك، لا تظنوا أنى حدَّثتكم شيئًا لم يقله، فقالوا: واللَّه إنك عندنا لمصدَّقٌ، ولنفعلن ما أحببت، فانطلق أبو موسى بنفر منهم حتى أتوا الذين سمعوا قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ومنْعَه إياهم، ثم أعطاه بعد، فحدثهم مثل ما حدثهم أبو موسى سواءً.


= أبى موسى به نحوه .. وهو عند أبى داود والترمذى والنسائى والحميدى والرويانى: بنحو المرفوع منه فقط.
قال الترمذى: "هذا حديث حسن صحيح".
قلتُ: وهو كما قال.
٧٢٩٧ - صحيح: أخرجه البخارى [٤١٥٣] و [٦٣٠٠]، ومسلم [١٦٤٩]، وأبو عوانة [٤/ ٤٠ - ٤١]، والرويانى [١/ رقم ٤٧٢]، والبيهقى في "دلائل النبوة" [٥/ ٢١٦ - ٢١٧]، وغيرهم من طريق أبى أسامة حماد بن أسامة عن بريد بن عبد الله بن أبى بردة عن أبيه عن أبى موسى به نحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>