قلتُ: وسنده صحيح مستقيم؛ رجاله كلهم ثقات رجال "الصحيح"، لكن قد خولف حماد في سنده، خالفه سفيان بن عيينة، فرواه عن عمرو بن دينار عن نافع بن جبير فقال: عن رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - به ... ، فجعله من (مسند رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -). هكذا ذكره البيهقي في "الخلافيات" [١/ ٤٨٥/ مختصره/ طبعة الرشد]، ثم نقل عن الذهلى أنه قال: "فصار الحديث واهيًا عن جبير بن مطعم". قلتُ: لا ريب أن ابن عيينة هو أتقن أهل الدنيا في عمرو بن دينار، فروايته هنا هي المحفوظة إن شاء الله؛ اللَّهم إلا أن يكون ذلك الرجل المبهم في رواية ابن عيينة: هو نفسه (جبير بن مطعم)، فتتَّفق بذلك الروايتان ولا تختلفان. وعلى كل حال: فالطريقان جميعًا صحيحان؛ وإبهام الصحابي - في رواية ابن عيينة - لا يضر عند جمهور المحققين. وفي الباب: عن ابن مسعود، وقد مضى [برقم ٥٠١٠، ٥٢٨٥]. ٧٤١١ - صحيح: أخرجه أحمد [٤/ ٨٠]، والطيالسي [٩٥٠]، وابن أبي شيبة [٢٧٥١٣، ٣٢٥٢٧]، والطبراني في "الكبير" [٢/ رقم ١٦٠٤، ١٦٠٥، ١٦٠٦، ١٦٠٧، ١٦٠٨]، والبخاري في "تاريخه" [٢/ ٢٢٣]، والفاكهي في "أخبار مكة" [٢/ ٩١]، ومسدد في "مسنده" كما في "إتحاف الخيرة" [٢/ ٢٠]، وابن أبي خيثمة في "تاريخه" [رقم ١٣٨٨]، والطحاوي في "المشكل" [٢/ ٦٢]، والبزار [٨/ رقم ٣٤٣٤/ البحر الزخار]، وغيرهم من طرق عن حصين بن عبد الرحمن السلمى عن محمد بن طلحة بن يزيد بن ركانة عن جبير بن مطعم به. قال الهيثمي في "المجمع" [٣/ ٦٧١] بعد أن عزاه لأحمد والمؤلف والطبراني والبزار: "وإسناد الثلاثة مرسل". قلتُ: يشير إلى أن محمد بن طلحة لم يسمع من جبير بن مطعم، كما جزم به المزي في ترجمة محمد من "التهذيب" [٢٥/ ٤٢١]، وهو كما قال؛ فالإسناد معلٌّ بالانقطاع مع ثقة رجاله.=