قال البزار: "وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن سعد إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد"، وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه". قلتُ: كلا، بل هو على شرط مسلم وحده، وقد ذكر الإمام في "الصحيحة"، تصحيح الحاكم، ثم قال: وهو وهم من ناحيتين: إِحداهما: استدراكه على مسلم، وقد أخرجه. والأخرى: تصحيحه على شرط البخارى؛ والمقدام وأبوه لم يحتج بهما البخارى. قلتُ: الناحية الأولى غير مستقيمة؛ لأن مسلمًا لم يخرجه بهذا الساق الذي أخرج به الحاكم، فلا يحسن التعقب على كلام الحاكم بمثل هذا، وقد توبع الثورى عليه، تابعه: ١ - إسرائيل عن المقدام بن شريح عن أبيه عن سعد قال: "كنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة نفر فقال المشركون للنبى - صلى الله عليه وسلم -. اطرد هؤلاء لا يجترون علينا، قال: وكنت أنا وابن مسعود ورجل من هذيل وبلال ورجلان لست أسميهما، فوفع في نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يقع، فحدث نفسه، فأنزل الله عز وجل: ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشى يريدون وجهه". أخرجه مسلم [رقم ٢٤١٣]- واللفظ له - والنسائى في "الكبرى" [رقم ٨٢٣٧]، وأبو عوانة في "صحيحه" كما في "إتحاف المهرة" [٥/ ١٣٦]، وابن حبان [٦٥٧٣]،=