قلتُ: وقد ذكر الدارقطنى هذا الاختلاف في "علله" [١٤/ ١٢٢]، ثم قال: "وذلك وهم من عبد الرحمن بن إسحاق، والصحيح بهذا الإسناد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "الوزغ فويسق". قالت عائشة: ولم أسمع النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتله". وهو كما قال الدارقطنى، وعبد الرحمن بن إسحاق: شيخ مختلف فيه، وهو صدوف متماسك على التحقيق، إلا أنه غلط في متنه واضطرب في سنده. ١ - أما سنده: فقد مضى بيانه. ٢ - وأما متنه: فقد خالفه فيه أصحاب الزهرى، كلهم رووه عنه فقالوا: عن عروة عن عائشة بلغعظ "أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال للوزغ: الفويسق، ولم أسمعه أمر بقتله، وزعم سعد بن أبى وقاص أن النبي أمر بقتله" أخرجه البخارى [رقم ٣١٣٠]، - واللفظ له - ومسلم [رقم ٢٢٣٩]، والنسائى [٢٨٨٦]، وابن ماجه [٣٢٣٠]، وأحمد [٦/ ٨٧]، والبيهقى في "سننه" [٩٨٢٧]، والطبرانى في "الأوسط" [٢/ ٢٢٤١]، وابن عبد البر في "التمهيد" [١٥/ ١٨٧]، وجماعة، من طرق عن الزهرى به ... قلتُ: وهذا هو المحفوظ في لفظه عن الزهرى. ٨٣٢ - ضعيف بهذا اللفظ: أخرجه الدورقى في "مسند سعد" [رقم ١٥]: حدثنا وهب بن بقية: أخبرنا خالد عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهرى عن عامر بن سعد بن مالك عن أبيه به ... ولم يسق لفظه مثل المؤلف، وإنما أحال على اللفظ الماضى في الحديث قبله: "اقتلوا الفويسق" أو "الفواسق". قلت: عبد الرحمن بن إسحاق لشيخ مختلف فيه، كما مضى بيانه في الذي قبله، وقد خولف في لفظه عن الزهرى، خالفه معمر بن راشد، فرواه عن الزهرى عن عامر بن سعد عن سعد =