٩٠٧ - حدّثنا أبو كريبٍ محمد بن العلاء، حدّثنا يونس بن بكيرٍ، حدّثنا إبراهيم بن إسماعيل بنْ مجمعٍ الأنصارى، حدثنى إبراهيم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالكٍ، حدثنى أبى، عن جدى أبى أمى، عن عبد الله بن أنيسٍ، قال: بعثنى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبا قتادة، وحليفًا لهم من الأنصار، وعبد الله بن عتيكٍ، إلى ابن أبى الحقيق لنقتله، فخرجنا فجئنا خيبر ليلًا، فتتبعنا أبوابهم، فغلقنا عليهم من خارجٍ ثم جمعنا المفاتيح، فأرقيناها، فصعد القوم في النخل، ودخلت أنا وعبد الله بن عتيكٍ في درجة أبى الحقيق، فتكلم عبد الله بن عتيكٍ، فقال ابن أبى الحقيق: ثكلتك أمك عبد الله! أنى لك بهذه البلدة، قومى فافتحى، فإن الكريم لا يرد عن بابه هذه الساعة، فقامت، فقلت لعبد الله بن عتيكٍ: دونك، فأشهر عليهم السيف، فذهبت امرأته لتصيح، فأشهر عليها، وأذكر قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه نهى عن قتل النساء والصبيان، فأكف، فقال عبد الله بن أنيسٍ: فدخلت عليه في مشربةٍ له، فوقفت أنظر إلى شدة بياضه في ظلمة البيت، فلما رآنى أخذ وسادةً فاستتر بها، فذهبت أرفع السيف لأضربه فلم أستطع من قصر البيت، فوخزته وخزًا، ثم خرجت، فقال صاحبى: فعلت؟ قلت: نعم، فدخل فوقف عليه، ثم خرجنا فانحدرنا من الدرجة، فسقط عبد الله بن عتيكٍ في الدرجة، فقال: وارجلاه! كسرت رجلى، فقلت له: ليس برجلك بأسٌ، ووضعت قوسى واحتملته، وكان عبد الله قصيرًا ضئيلًا، فأنزلته فإذا رجله لا بأس بها، فانطلقنا حتى لحقنا أصحابنا، وصاحت المرأة: يا بياتاه فيثور أهل خيبر، ثم ذكرت موضع قوسى في الدرجة، فقلت: والله لأرجعن فلآخذن قوسى، فقال أصحابى: قد تثوَّر أهل خيبر، تقتل؟ فقلت: لا أرجع أنا حتى آخذ قوسى، فرجعت فإذا أهل خيبر قد تثوَّروا، وإذا ما لهم كلامٌ إلا: من قتل ابن أبى الحقيق؟ فجعلت لا أنظر في وجه إنسانٍ ولا ينظر في وجهى إلا قلت كما، يقول: من قتل ابن أبى الحقيق؟ حتى جئت الدرجة فصعدت مع الناس، فأخذت قوسى، ثم لحقت أصحابى، فكنا نسير الليل ونكمن النهار، فإذا كمنَّا النهار أقعدنا ناطورًا ينظرنا، حتى إذا اقتربنا من المدينة، فكنا بالبيداء كنت أنا ناطرهم، ثم إنى ألحتُ لهم بثوبى، فانحدروا، فخرجوا جمزًا، وانحدرت في آثارهم فأدركتهم حتى بلغنا المدينة، فقال لى أصحابى: هل رأيت شيئًا؟ فقلت: لا، ولكن رأيت ما أدرككم من العناء فأحببت أن يحملكم الفزع، وأتينا