فاغتر الإمام الألبانى بظاهر هذا الطريق، فقال في "الصحيحة" [٢/ ١٨٥]: "هذه متابعة قوية، والسند جيد، وهو على شرط مسلم". قلتُ: وهذه أخطاء متراكمة، بل السند منكر عكر، وأبو معشر حديثه على الانفراد ليس بحجة على التحقيق، فكيف وقد خالفه أبو داود الطيالسى الثقة الحافظ الإمام؟! وتابعه سلم بن قتيبة وهو ثقة صدوق على أوهام له، وتابعهما حجاج بن نصير على ضعفه، ثلاثتهم رووه عن المثنى بن سعيد عن قتادة بإسناده على الوجه الأول، وهذا هو المحفوظ عن المثنى بلا كلام. ثم جاء سعيد بن بشير وخالف همام بن يحيى وأبان العطار والمثنى وهشامًا وغيرهم ممن رووه عن قتادة على الوجه الأول، ورواه عن قتادة فقال: عن يزيد بن عبد الله عن الجارود به ... ولم يذكر فيه (أبا مسلم). هكذا أخرجه الطبراني في "مسند الشاميين" [٤/ رقم ٢٧٠٨]، وعاكسه ابن أبى عروبة، فرواه عن قتادة فقال: عن أبى مسلم عن الجارود به ... ولم يذكر فيه (يزيد بن عبد الله) هكذا أخرجه الطبراني في "الكبير" [٢/ رقم ٢١١٧]، والمحفوظ عن قتادة هو الأول. ثم وجدتُ أمير المؤمنين أبا بسطام شعبة بن الحجاج أبى علينا غير ذلك، ورواه عن قتادة فقال: عن مطرف بن عبد الله عن أبيه به .... ، وجعله من (مسند عبد الله بن الشخير) هكذا أخرجه الطبراني في "الأوسط" [٢/ رقم ١٥٤٧]، وعنه أبو نعيم في الحلية [٢/ ١٥٢]، والضياء في (المختارة) بإسناد صحيح إلى شعبة به ... وشعبة حافظ جبل أهابه جدًّا. * فالصواب: أن الوجهين محفوظان عن قتادة إن شاء الله. وقد توبع قتادة على الوجهين جميعًا: تابعه الحسن البصرى على الوجه الثاني. لكن اختلف عليه في إسناده، أما الوجه الأول: فقد تابعه عليه خالد الحذاء وأيوب وسعيد الجريرى. لكن اختلف عليهم في سنده على ألوان. وشرح ذلك هنا يطول جدًّا. وقد أطنب أبو نعيم في تتبع ذلك في "معرفة الصحابة" ومثله النسائي في "سننه الكبرى" فانظرهما إن شئت. والوجه الأول عن قتادة يدور على أبى مسلم الجذمى وهو صدوق إن شاء الله. روى عنه جماعة ثقات ووثقه ابن حبان. =