للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩٥٠ - حدّثنا القواريرى، حدّثنا يزيد بن زريعٍ، حدّثنا محمد بن إسحاق، حدثنى الزهرى، عن طلحة بن عبد الله بن عوفٍ، قال: أتتنا أروى ابنة أوسٍ في نفرٍ من قريشٍ فيهم عبد الرحمن بن سهلٍ، فقالت: إنى أحب أن تأتوا سعيد بن زيدٍ فتكلموه وتذكِّروه، فإنه انتقص من أرضى إلى أرضه، فقمنا إلى سعيدٍ حتى جئناه في أرضه بالعقيق، فخرج إلينا، فقال: قد عرفت ما جاء بكم، أتتكم أروى بنت أوسٍ، فقالت: إنى أنتقص من أرضها إلى أرضى ما ليس لى! سأحدثكم ما سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، يقول: "مَنْ أَخَذَ مِنَ الأَرْضِ مَا لَيْسَ لَه طُوِّقَهُ إِلَى السَّابِعَةِ"، وسمعته يقول: "مَنْ قَاتَلَ دُونَ مَالِهِ فَقُتِلَ فَهُوَ شَهِيدٌ"، قال: فقلنا: لا والله لا نكلمك بعد هذا بشئٍ أبدًا، قال: وركبنا وانطلقنا.


= ورواه معمر عن الزهرى بشطريه معًا. فزادوا في إسناده (عبد الرحمن بن عمرو) بين طلحة وسعيد، هكذا رواه جماعة. وسيأتى [برقم ٩٥٦]، وهذا الوجه الذي استحبه الدارقطنى في "العلل" [٤/ ٤٢٧]، بعد أن ذكر ألوانًا غريبة من الاختلاف في سنده على الزهرى، والأشبه عندى: أن الوجهين محفوظان معًا، ويؤيده أمران:
الأول: أن ابن عيينة هكذا سمعه من الزهرى على الوجه الأول بغير زيادة (عبد الرحمن بن عمرو) في سنده، فقد قال الحميدى في "مسنده" [١/ ٤٤]، بعد أن رواه عن ابن عيينة بإسناده: "قيل لسفيان: فإن معمرًا يدخل بين طلحة وبين سعيد رجلًا - يعنى به: عبد الرحمن بن عمرو - فقال سفيان: ما سمعتُ الزهرى أدخل بينهما أحدًا"، ونحوه قاله ابن المدينى عن سفيان كما نقله عنه الخرائطى في "مساوئ الأخلاق" [عقب رقم ٦٣١]، وهذا دليل على كونه ما أخطأ فيه على الزهرى، وهكذا ابن إسحاق قد صرح بسماعه من الزهرى في هذا الوجه كما هو الآتى [رقم ٩٥٠].
والثانى: أن سياق الحديث الآتى [برقم ٩٥٠]، من طريق ابن إسحاق عن الزهرى، يدل على أن طلحة وعبد الرحمن كلاهما قد سمعاه من سعيد بن زيد. وهذا ظاهر فانتبه. ثم وجدت ابن خزيمة قد سبقنى إلى ذلك كما في "تحفة الأشراف" [رقم ٤٤٦٠].
٩٥٠ - صحيح: أخرجه أحمد [١/ ١٨٩]، من طريق ابن إسحاق عن الزهرى بإسناده مثله بهذا السياق. وهو عند النسائي [٤٠٩١]، والخلال في "السنة" [١/ رقم ١٩٣]، وابن عساكر في "تاريخه" [٢٥/ ٤١]، وغيرهم مختصر بشطر الأول فقط. =

<<  <  ج: ص:  >  >>