قلتُ: هذا إسناد ضعيف منقطع، الليث لم يكن في الحديث بالليث، وكان سيئ الحفظ، كثير الوهم والاضطراب في الأسانيد والمتون، ومجاهد ثقة إمام، لكن تكلم الحافظ البرديجى في سماعه من أبى سعيد. كما نقله عنه العلائى في "جامع التحصيل" [ص ٢٧٣] والحافظ في "التهذيب" [١٠/ ٤٣]. لكن للحديث طريق آخر عن أبى سعيد به نحوه دون شطره الأخير: أخرجه أحمد [٣/ ٨٢]، من طريق إسماعيل بن عياش عن الحجاج بن مروان وعقيل بن مدرك كلاهما عن أبى سعيد به ... وهذا إسناد واه، الحجاج بن مروان شيخ ليس بالمشهور كما قاله الحافظ الحسينى، راجع التعجيل [١/ ٨٧] وعقيل بن مدرك لم يوثقه أحد سوى ابن حبان وحده، وبينه وبين أبى سعيد مفازة. وقد ذكره الحافظ في الطبقة السابعة من كتابه "التقريب". وإسماعيل بن عياش فيه مقال مشهور، واستقر الحال على كونه ثقة في أهل بلده، مُخلِّطًا في غيرهم. وعقيل بن مدرك رجل شامى. لكن إسماعيل لم يضبط هذا الحديث، فتارة رواه عن عقيل وقرن معه رجلًا مجهولًا كما مضى. ثم عاد ورواه عن عقيل وحده فقال: حدثنى عقيل بن مدرك يرفعه إلى أبى سعيد الخدرى ... ثم ذكره نحوه، أخرجه ابن المبارك في "الزهد" [رقم ٨٤٠]، وعنه ابن عساكر في "تاريخه" [٢٠/ ٣٩١]، ثم أعرض عن هذا كله، ورواه عن عقيل يرفعه إلى أبى سعيد أن رجلًا أتاه فقال: أوصنى؟ فقال: "أوصيك بتقوى الله، وعليك بالصمت فإنك به تغلب الشيطان" هكذا أخرجه ابن أبى عاصم في "الزهد" [رقم ٤٣]، وابن أبى الدنيا في "الصمت" [رقم ٩١] وهذا هو الأشبه موقوفًا. =