قلتُ: هذا إسناد كالشمس، لكن اختلف فيه على الزهرى على ألوان، فرواه عنه إبراهيم بن سعد على هذا الوجه، وخالفه جماعة من أصحاب الزهرى، كلهم رووه عنه فقالوا: عن عبد الله بن محيريز عن أبى سعيد به ... هكذا أخرجه البخارى [٤٩١٢]، ومسلم [١٤٣٨]، وجماعة كثيرة. ثم جاء معمر بن راشد وخالف الكل، فرواه عن الزهرى فقال: عن عطاء بن يزيد الليثى عن أبى سعيد به ... ، هكذا أخرجه أحمد [٣/ ٥٧]، وعبد الرزاق [١٢٥٧٦]، والنسائى في "الكبرى" [٩٠٨٦]. أما سالم بن أبى أمية فهو في وادٍ آخر، فقد رواه عن الزهرى فقال: عن أبى سعيد به ... ، ولم يذكر بين الزهرى وأبى سعيد أحدًا أصلًا، هكذا ذكره الدارقطنى في "العلل" [١١/ ٢٨١]، ثم قال: "والصحيح قول يونس وعقيل ومن تابعهما". قلتُ: يعنى الوجه الثاني. (عن الزهرى عن ابن محيريز عن أبى سعيد به .. ) وهذا هو الذي صوَّبه النسائي أيضًا كما نقله عنه الحافظ في "الفتح" [٩/ ٣٠٦]، وعندى: أن ثلاثة الوجوه الأولى محفوظة إن شاء الله. ولا مانع أن يكون الزهرى له فيه شيوخ كلهم يرويه عن أبى سعيد، لا سيما وللحديث طرق أخرى عن أبى سعيد به أيضًا. فالحديث مستفيض عنه. وتخطئة الثقات الأثبات فيما لم يظهر لنا البرهان الناهض على تخطئتهم: هو شئ عظيم جدًّا، ونحن نفْرقه كثيرًا. اللَّهم إلا إذا اضطررنا إليه مع فقدان الحيلة! والله المستعان. • تنبيه: الحديث عند بعضهم مختصر. وعند الجماعة مثل لفظ المؤلف، وليس فيه عندهم ما وقع في ذيله عند المؤلف من قوله: (قال: وكان عمر وابن عمر .... إلخ) ولم أدر من القائل؟ وإن كان ظاهره يوحى بأنه أبو سعيد نفسه، وهكذا عزاه الهيثمى إليه في "المجمع" [٤/ ٥٤٦]، =