وللحديث طريق آخر عن أبى بكر الصديق: يرويه سفيان الثورى عن إسماعيل بن أبى خالد عن قيس بن أبى حازم عن أبى بكر الصديق قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الشرك أخفى في أمتى من دبيب النمل على الصفا، قال أبو بكر: فقلت يا رسول الله، بأبى أنت وأمى فما المخرج من ذلك؟ فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - يا أبا بكر ألا أعلمك شيئًا إذا قلته برئت من قليله وكثيره؟ قل: اللَّهم إنى أعوذ بك أن أشرك بك وأنا أعلم، وأستغفرك مما لا أعلم". أخرجه أبو نعيم في "الحلية" [٧/ ١١٢]، وابن عدى في "الكامل" [٧/ ٢٤٠]، وابن حبان في "المجروحين" [٣/ ١٣٠]، وغيرهم من طريق شيبان بن فروخ عن يحيى بن كثير عن سفيان الثورى به. قال أبو نعيم: "تفرد به عن الثورى يحيى بن كثير". وقال ابن عدي: "وهذا عن الثورى ليس يرويه غير يحيى بن كثير". قلتُ: وهذا طريق مظلم وابن كثير هو أبو النضر صاحب البصرى، وعنه يقول أبو حاتم: "ذاهب الحديث جدًّا" وقال الساجى: "ضعيف الحديث جدًّا متروك، حدَّث عن الثقات بأحاديث بواطيل". وقد أنكر ابن عدى وابن حبان هذا الحديث على يحيى هذا، وساقاه له في ترجمته من "الضعفاء". ورأيت الدارقطنى قال في "علله" [١/ ١٩٢]، بعد أن ذكر هذا الطريق:" ... ولا يصح عن إسماعيل ولا عن الثورى، ويحيى بن كثير هذا متروك الحديث". واختلف في سنده على شيبان أيضًا! فرواه عنه جماعة من الثقات على الوجه الماضى. وخالفهم محمد بن الفضل بن موسى القسطانى - وهو صدوق صالح -! فرواه عن شيبان فقال: عن بحر بن كنيز عن الثورى بإسناده به نحوه! فأسقط منه: "يحيى بن كثير" وأبدله بـ: "بحر بن كنيز"! هكذا أخرجه أبو القاسم التيمى في "الترغيب والترهيب" [١/ ١١٤]. قلتُ: وقول الجماعة عن شيبان أصح. وليس القسطانى في قوة من خالفه في شيبان أصلًا! على أن بحر بن كنيز شيخ ضعيف واه، وفى الباب: عن أبى موسى الأشعرى =