وروى عن أبي بكر وعمر وعثمان وفاطمة بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزوج أمه أبي طلحة وأمه أم سليم وخالته أم حرام وأم الفضل امرأة العباس، وجماعة آخرين من الصحابة منهم: أبو ذر وابن مسعود وابن عوف ومالك بن صعصعة وثابت بن قيس بن شماس وابن رواحة، وعنه جماعة كثيرون منهم أخوه إسحاق بن أبي طلحة والحسن وسليمان التيمي والزهري وثابت البناني وربيعة بن أبي عبد الرحمن وابنا سيرين محمَّد وأنس وبكر بن عبد الله المزني ويحيى بن سعيد الأنصاري وخلائق غيرهم.
ومناقبه - رضي الله عنه - كثيرة مشهورة، وقد دعا له النبي - صلى الله عليه وسلم - مرات، ونالته بركة تلك الدعوات ونفع الله بها المسلمين، ويقال إن بستانه كان يثمر في السنة مرتين. جاءت به أمه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت: (يا رسول الله هذا أنيس يخدمك فادع الله له فقال: "اللهم كثّر ماله وولده وأدخله الجنة" فكان يقول: قد رأيت اثنتين وأنا أنتظر الثالثة، فوالله إن مالي لكثير حتى إن نخلي وكرمي يثمر في السنة مرتين، وإن ولدي وولد ولدي ليتعادون على نحو المائة) وفي رواية:(ولدي لصلبي مائة وستة). وفي رواية عنه:(أخبرتني ابنتي آمنة أنه دفن لصلبي إلى حين مقدم الحجاج عشرون ومائة نفس) ذكره ابن كثير رحمة الله علينا وعليه، توفي أنس سنة ٩٣، وقد نيف على المائة. قدم النبي - صلى الله عليه وسلم - المدينة وهو في العاشرة من عمره، وكان آخر من مات من الصحابة بالبصرة، رضي الله عن الجميع.
• التخريج
أخرجه البخاري في باب السواك للجمعة، والإمام أحمد والدارمي في مسنديهما، كلهم من رواية شعيب بن الحبحاب عن أنس.
وقوله:(أكثرت عليكم في السواك) أي في الحث على فعله، وذلك يقتضي مزيد الإعتناء به، وهو أيضًا دليل على فضله كما تقدم في الأحاديث السابقة.