من سواه. وقوله:{وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا} أي لا في السِّر ولا في العلانية، لأن ذلك مناف للشهادة له بالوحدانية. و (شيئًا) نكرة في سياق نفي تعمَّ الشرك الأكبر المخرج عن الملة، وما دونه من الأعمال التي هي من نوع الشرك كالرياء، وإن لم تكن مخرجة عن الملة، فالواجب تنزيه الله -عز وجل- عن ملاحظة العبد لغيره سبحانه في اعتقاده وفي أفعاله. وقوله:(والصلوات الخمس) أي: وعلى أداء الصلوات الخمس وقوله: (وأسرَّ كلمة خفية) أي تكلم بها في حال الإسرار دون الجهر بما قبلها، والسر ضد الجهر، وقوله:(لا تسألوا الناس شيئًا) تفسير للكلمة الخفية التي أسرها أي قال: لا تسألوا الناس شيئًا، وفي بعض الروايات: قال عوف: لقد رأيت بعض أولئك النفر؛ يسقط سوط أحدهم فما يسأل أحدًا يناوله إياه، وهذا من المبالغة في الوفاء بهذه البيعة الكريمة.
• الأحكام والفوائد
فيه: دليل على جواز معاهدة الوالي لبعض رعيته على القيام بأمور الشريعة، وإن كان هو قائمًا بها؛ لزيادة توكيد الحث على الطاعة، وفيه: البيعة على ذلك ونحوه، وفيه: عرض الوالي أو العالم على أصحابه مثل ذلك لأنه من باب التواصي بالحق، وفيه: تحذير الناس ولو كانوا مسلمين من الوقوع في الشرك أو الركون لغير الله تعالى، والحث على الصلوات والتنبيه على فضلها وعظم شأنها، وتنفير الناس من السؤال والأحاديث في ذلك كثيرة.