وقولها:(حتى يقول: دعي لي) أي حتى يشفق من أن تسرف في الماء فلا يتمكن من إتمام الغسل، و (دعي) فعل أمر خطاب للأنثى.
وقد تقدم أن المستعمل منه في الغالب الأمر والمضارع، وسمع منه المصدر في قوله:"ودعهم الجمعات"، وكذا الماضي في قوله:"شر الناس من ودعه الناس" الحديث. وهذا إخبار عن إشتراكهما في الغسل من الإِناء في وقت واحد، لأن قولها:(من إناء واحد) صادق بهذه الصورة وصادق بأن يغتسل منه أحدهما قبل صاحبه ثم يغتسل منه الآخر، فبينت بهذه اللفظة أن غسلهما منه في وقت واحد كما في الرواية الأخرى: تختلف فيه أيدينا.
• الأحكام والفوائد
الحديث: فيه دليل لما تقدّم عند الجمهور من جواز إشتراك الرجل مع امرأته في الغسل، وجواز التطهر بفضل طهارة المرأة على ما تقدّم بيانه من أن الإشتراك يقتضي أن كلًا منهما يستعمل فضل طهارة الآخر، وعلى جواز الإغتراف وأنه لا يؤثر في ماء الطهارة ولا يكون مستعملًا به، وفيه: جواز كلام المغتسل مع غيره، وقد تقدّم أكثر هذه المسائل في هذا الشرح المبارك في حديث ابن عمر (٧١) والحديث الذي قبل هذا، والله الموفق للصواب.
١٤٩ - باب ذِكْرِ الإغْتِسَالِ فِي الْقَصْعَةِ الَّتِي يُعْجَنُ فِيهَا