مكة، وجملة وأنا حائض حالية، وقولها:(فلم أطف. . . إلخ) لأن الحيض منعها من الطواف، وقولها:(شكوت ذلك) أي عدم تمكنها من الطواف والسعي بسبب الحيض.
وقوله:(انقضي) تقدّم أن النقض حل المضفور، ويحتمل أنها كانت ملبدة أو تأذت من هوام رأسها.
وقوله:(رأسك) أي ضفائره، فهو من باب حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه.
وقوله:(امتشطي) الإمتشاط: تسْريح الشعر، والآلة: المشط، وقد تقدم ذلك في شرح الحديث ٢٣٨، وبقية الكلام عليه إن شاء الله في الحج.
وقوله:(دعي العمرة) أي اتركي أفعال العمرة، وقولها:(فلما قضينا الحج) تقدّم الكلام على لما، وقضينا: أي أتممنا وفرغنا من أفعاله، والقضاء في الشرع: يكون بمعنى الفراغ، قال تعالى:{فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ}{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ}{فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ}، قال الشاعر:
ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومسح بالأركان من هو ماسح
وقد تقدم الشاهد في شرح الآية أول الكتاب. والقضاء أيضًا فعل العبادة المؤقتة بعد خروج وقتها كقضاء الدين في الذمة، وسيأتي ذلك إن شاء الله والكلام على بقية ما يتعلق بالحديث في المناسك إن شاء الله تعالى. وذكر المصنف أن رواية الحديث عن مالك عن هشام غريبة، لأن المعروف روايته له عن ابن شهاب، وهذا لا يقدح في صحة الحديث فرواية غريبة مؤيدة لأخرى صحيحة يزيدها صحة والله تعالى أعلم.