وأبي هريرة وعائشة، وعنه ابناه المقدام ومحمد والقاسم بن مخيمرة والشعبي والحكم بن عتيبة ومقاتل بن بشير ويونس بن أبي إسحاق وغيرهم. ذكره ابن سعد في الطبقة الأولى من التابعين من أهل الكوفة، وقال: إنه من أصحاب علي، وكان ثقة وله أحاديث، قتل بسجستان مع عبيد الله بن أبي بكرة. قال ابن مخيمرة: ما رأيت أفضل منه، وثقه ابن معين وأحمد والنسائي وذكره ابن حبان في الثقات. قال ابن خراش: صدوق، قتل بسجستان سنة ٧٨، ذكره خليفة وابن حبان.
٦ - عائشة أم المؤمنين: تقدمت ٥.
• التخريج
رواه مسلم، وهو عند الإِمام أحمد طرف من حديث شريح عن عائشة:"أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا رأى المطر قال: اللهم صيّبًا نافعًا، قال: وسألت عائشة" الحديث. وأخرجه أبو داود وابن ماجه في سننه من حديث شريح بن هانئ به، وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف ولفظه:"قلت: أخبريني بأي شيء كان يبدأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل بيتك؟ ".
• اللغة والإعراب والمعنى
قوله:(بأي شيء) أي: فقلت بأي شيء، وبأي جار ومجرور متعلق بيبدأ، و"أي" استفهامية، والأصل فيها أن تكون مكملة للكلام، كما قال ابن مالك:
وإن تكن شرطًا أو استفهاما ... فمطلقا كمل بها الكلاما
والجار والمجرور في محل نصب بيَبْدأ، لأنه يتعدى بحرف الجر في الغالب وتقدم الكلام على "إذا" وأنها ظرف مضمن معنى الشرط غير جازم، والجواب محذوف دلت عليه الجملة السابقة. قلت: والأظهر عندي والله أعلم أن "إذا" هنا للظرفية خالية من معنى الشرط؛ لأن المعنى: بأي شيء يبدأ وقت دخوله عليك، ولا يحتمل الكلام أكثر من هذا، وحينئذٍ لا داعي للتقدير.
• الأحكام والفوائد
فيه دليل على ما ترجم له المصنف: وهو الاستياك في كل حين؛ لأنه لم يكن دخوله عليها مقيدًا بوقت دون وقت، وفيه استحبابه عند دخول البيت، وذلك من آداب العشرة مع الزوج؛ لأنه ربما دنا منها أو دنت منه، وفيه ملازمة