للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وإسناده للشمس بمعنى خروج ضوئها، والمعنى واحد لتلازم الأمرين كما تقدم. والمراد من الكل تعجيل صلاة العصر، لأن بقاء الظل في هذا المكان المحجّر لا يدوم مع تأخير الوقت أكثر من القامة في الغالب، وذلك مرادها -رضي الله عنها- فهو حجة للجمهور على أن وقت العصر عند انتهاء القامة الأولى، والله أعلم.

٥٠٣ - أَخْبَرَنَا سُوَيْدُ بْنُ نَصْرٍ قَالَ: أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ عَنْ مَالِكٍ قَالَ: حَدَّثَنِي الزُّهْرِيُّ وَإِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ ثُمَّ يَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى قُبَاءٍ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: فَيَأْتِيهِمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ وَقَالَ الآخَرُ: وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ.

[رواته: ٦]

١ - سويد بن نصر المروزي: تقدم ٥٥.

٢ - عبد الله بن المبارك: تقدم ٣٦.

٣ - مالك بن أنس الإِمام: تقدم ٧.

٤ - الزهري: تقدم ١.

٥ - إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة: تقدم ٢٠.

٦ - أنس بن مالك - رضي الله عنه -: تقدم ٦.

• التخريج

أخرجه البخاري ومسلم ومالك وأبو داود وابن ماجه والدارمي.

• اللغة والإعراب والمعنى

قوله: (ثم يذهب الذاهب) أي بعد صلاته للعصر، (إلى قباء) بالمد والقصر: قرية معروفة بالمدينة وهي من العوالي، وتسمَّى بالعصبة وهي التي نزل بها الرسول الله - صلى الله عليه وسلم - حينما قدم المدينة وبني مسجده فيها، وهي لبني عمرو بن عوف ومن جاورهم، وهي من دار بني النَّجار التي هي وسط المدينة على ميلين أو ثلاثة. وقوله: (وهم يصلون) أي صلاة العصر من تعجيل النبي - صلى الله عليه وسلم - لها، وأهل قباء أهل بساتين وأعمال فيتأخرون في التأهب للصلاة، فمن أجل ذلك يدركهم من صلى بالمدينة وهم يصلون. وأما الرواية الأخرى

<<  <  ج: ص:  >  >>