أخرجه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه ومالك وأحمد.
• اللغة والإعراب
قوله:(إن كان) وفي رواية البخاري: لقد كان، و (إن) هنا مخففة من الثقيلة ولكنها محذوفة لاسم وهو ضمير الشأن، وعند الكوفيين أنها في مثل هذا نافية، واللام الواقعة في الخبر بمعنى فيصير ما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا يصلي إلخ. وقولها:(فينصرف) الفاء عاطفة ويحتمل أنها الفصيحة، والتقدير: فإذا صلى ينصرف النساء، تعني اللاتي يصلين معه، و (النساء) تقدم أنه جمع لا واحد له من لفظه، فإن أريد الواحد قيل امرأة. وقولها:(متلفعات) حال من قولها: (النساء)، والعامل فيه ينصرف، والتلفع والتلحف بمعنى: والتلفف، تلفعت المرأة بمرطها: التحفت به وتجللت حتى يغطي بدنها، ويستعار للشيب في الرأس واللحية. قال سويد اليشكري:
كيف ترجون سقاطي بعدما ... لفّع الرأس شيب وصلع
وقال جرير:
لم تتلفع بفضل مئزرها ... وعد ولم تسق وعد في العلب
فالمعنى أن النساء اللاتي يصلين في المسجد صلاة الصبح متسترات بثيابهن، ينصرفن بعد الصلاة ولم ينتشر من الضوء ما يعرفن به، و (المروط) جمع مرط: وهو الكساء من خز أو صوف أو كتان يؤتزر به، وقيل: هو الثوب الأخضر، وقيل: كل ثوب غير مخيط. قال الحكم الخضري:
تساهم ثوباها فعن الدرع رادة ... وفي المرط لغلوان رد فهما عبل
وقولها:(من الغلس) الغلس: هو بقية ظلام الليل مختلطا بأول ضوء الصباح، ويقال له أيضًا: غبس -بالسين المهملة- كما ذكره الخطابي. أما الغبش: فهو أول ظلام الليل مختلطًا بآخر ضوء النهار، قال الأخطل:
كذبتك عينك أم رأيت بواسط ... غلس الظلام من الرباب خيالا.
• الفوائد والأحكام
الحديث فيه دليل لما ترجم له المصنف: وهو التبكير بصلاة الصبح، وقد