قوله:(يوم خيبر)(يوم) ظرف لـ (صلى)، وخيبر بلدة بالحجاز معروفة كانت لليهود، بينها وبين المدينة نحو خمس مراحل، غزاها النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة سبع من الهجرة في شهر صفر بأهل الحديبية، لأنها كانت وعدًا من الله لهم. قال تعالى: {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (١٨) وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا} وهي مغانم خيبر. ونهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أن يأذن لمن تخلف عن الحديبية في الخروج معهم إلى خيبر فقال تعالى:{سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ} أي عن الحديبية {إِذَا انْطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَنْ يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُلْ لَنْ تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِنْ قَبْلُ} ففتحها ثم طلب أهلها أنهم يعاملون على زراعتها فعاملهم، وقال:"نُقِرَّكم ما أقَرَّكم الله" فلما كان في زمان عمر - رضي الله عنه - أجلاهم عنها عملًا بقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أخرجوا المشركين من جزيرة العرب، وبقوله: نُقِرُّكم ما بدا لنا، ثم قسمها عمر بين أهل خيبر. وإنما أطلت الكلام عليها لأن ذكرها يتكرر في هذا الكتاب، وقد تقدم لها ذكر في حكم أسآر البهائم، وفي حديث سويد بن النعمان في: صلاة أكثر من فرض بوضوء واحد، وفيها قال ابن القيم العبسي:
رميت نطاة من الرسول بفيلق ... شهباء ذات مناكب وقفار
واستيقنت بالذل لما شيعت ... ورجال أسلم وسطها وغفار
صبحت بني عمرو بن زرعة غزوة ... والشق أظلم ليله بنهار