وابن أبي أوفى وأنس وجابر وأبو الطفيل وعبد الرحمن بن غنم وأبو مسلم الخولاني وأبو عبد الله الصنابحي وأبو إدريس الخولاني وأبو وائل ومسروق وجماعة كثيرون، وكان أحد الأربعة الذين جمعوا القرآن على عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأنصار، وقد ورد فيه الحديث:"وأعلمهم بالحلال والحرام معاذ بن جبل"، وقال فيه عمر: عجزت النساء أن يلدن مثل معاذ، لولا معاذ هلك عمر. مات في طاعون عمواس وهو في سنة ١٧ هـ أو ١٨ هـ، قيل: كان عمره ٣٤ سنة، وقيل: ٣٨ سنة، وكان من أجمل الناس وجهًا - رضي الله عنه -.
• التخريج
أخرجه الترمذي بزيادة: جمع التقديم، ومسلم وأبو داود وابن ماجه وأحمد والبيهقي ومالك مطولًا، وفيه قصة نهيه عن مس ماء تبوك، وهو عند بعض هؤلاء مختصرًا دونها.
• لغته وإعرابه وبعض فوائده
قوله:(خرجوا) أي غزاة (عام تبوك) أي في غزوة تبوك، موضع بأطراف الشام مما يلي الحجاز، أو هي حجازية مما يلي الشام، وهي ممنوعة من الصرف لأن فيها العلمية ووزن الفعل أو التأنيث. و (عام) ظرف لخرجوا، وفيه حذف مضاف أي عام غزوة تبوك، غزاها النبي - صلى الله عليه وسلم - في شهر رجب سنة تسع من الهجرة، وهي آخر غزوة غزاها النبي - صلى الله عليه وسلم - وتسمى جيش العسرة، وبينها وبين المدينة أربع عشرة مرحلة، ولم يكن فيها قتال بل صالح - صلى الله عليه وسلم - أهلها ومن حولها من الناس على الجزية. وقوله:(فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجمع) إلخ الفاء عاطفة، وقوله:(يجمع) مجمل لاحتماله جمع التقديم وجمع التأخير والجمع الصوري، ومن جعل قوله:(فأخر الصلاة يومًا) بيانًا للجمع الذي يفعله؛ حمله على جمع التأخير أو الصوري، ومن قال بأنها حالة عرضت له غير ما كان يفعل غالبًا في تلك الغزوة؛ قال: إن هذا ليس تفسيرًا لقوله: (يجمع)، فيبقى الاحتمال السابق على حاله. ويدل على أنه أراد غير هذه الحالة؛ الروايات المصرحة بكونه جمع جمع تقديم وجمع تأخير، عن معاذ وغيره كما تقدم، وتقدم الخلاف فيه. وعند من لم يجوِّزوا الجمع إلا في الحج في عرفة ومزدلفة؛ يؤولونه على أنه جمع