لقل عناء عنك في حرب جعفر ... تفنيك زراعاتها وقصورها. اهـ
والجملة في محل نصب على الحال. وقولها:(إني في آخر يوم من أيام الدنيا) تعني أنها أشرفت على الموت حتى صارت ترى أن اليوم الذي هي فيه آخر حياتها، ودنيا الإنسان حياته فإذا مات كأنه قامت قيامته وباشر الآخرة. وقوله:(فركب) الفاء تحتمل السببية والعطف، وتحتمل الفصيحة بأن يكون المعنى: فوصله الكتاب فركب، وقوله:(فأسرع السير) الفاء عاطفة، وقوله:(حتى إذا حانت صلاة الظهر) حتى هنا للغاية التي وصل إليها السير من الزمن و (حانت) بمعنى: جاء وقتها وهو حينها، وحين كل شيء: وقته، قالت بثينة:
وإن سلوى عنك يا جميل لساعة ... من الدهر لا حانت ولا حان حينها. اهـ
من: حان الأمر يحن: إذا جاء وقته. وقوله:(قال له المؤذن) أي الذي يؤذن له عادة، وقوله:(الصلاة) بالنصب على تقدير محذوف، أي: صل الصلاة أو اذكر الصلاة، وقوله:(فلم يلتفت) أي لم يجبه بشيء، وقوله:(حتى إذا كان بين الصلاتين) أي حتى إذا كان الوقت متوسطًا بين وقت الصلاتين أي: صلاة الظهر وصلاة العصر وليس بينهما فارق في الوقت. ولكن هذا يحتمل أن يراد به أول دخول العصر، كما في الروايات الأخر المصرحة بكونه جمع بينهما في وقت العصر، ويحتمل أنه أراد بذلك الجمع الصوري. وفيه بُعد عندي لأنه لا يتهيأ إلا بالتحري عن الوقت، بأن يكون عنده ضابط يقدر به الوقت الباقي من الظهر، بحيث لا يصلي العصر قبل وقتها، والسياق هنا لا يساعد على ذلك. وقوله:(كفعلك) أي قال للمؤذن: افعل فعلًا مثل فعلك في صلاة الظهر والعصر، أي: أخّر الصلاة الأولى وهي المغرب إلى أول وقت العشاء. وقوله:(اشتبكت النجوم) أي: كثرت في السماء حتى صار بعضها إلى جانب بعض وعمّت في السماء، وذلك يكون بعد مغيب الشفق وذهاب سائر ضوئه. وقوله:(فالتفت إلينا) أي عبد الله بعدما انتهى من الصلاة فقال مبينا لهم السبب في فعله ذلك: (قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا حضر أحدكم) بالنصب مفعول به، (الأمر) بالرفع فاعل (حضر)، وهو واحد الأمور مما يهم الإنسان شأنه، وقوله:(الذي يخاف فوته) أي الذي يحتاج فيه إلى المبادرة والإسراع في شأنه، وقوله: