وعرسوا ساعة في كثب أسنمة ... ومنهم بالقسوميات معترك
والمعنى: أنهم نزلوا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من آخر الليل وذلك في رجوعه من خيبر، وهي أول مشاهد أبي هريرة. وقوله:(فلم نستيقظ) فالفاء هي الفصيحة، وإذا قدّرنا أن لفظ التعريس يقتضي اليوم فهي عاطفة. و (نستيقظ) تقدم الكلام عليها أول حديث في الكتاب، أي لم ننتبه من النوم حتى طلعت الشمس، أي إلى غاية هي طلوع الشمس (فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) الفاء عاطفة، وقوله:(ليأخد كل رجل منكم برأس راحلته) اللام لام الأمر، والراحلة: هي الناقة أو البعير الذي يركبه الإنسان، والجمع: رواحل، وهي كل بعير نجيب ذكرًا كان أو أنثى، والتاء فيها للمبالغة. وأصل الكلمة عندهم من الرحل: وهي الآلة التي يركبها الرجال على الإبل، وجمعها رحال، قال زهير:
كأن رحلي وقد زال النهار بنا ... بذي الجليل على مستأنس وحد
وقد يطلقونه على جميع أثاث الإنسان ومتاعه ومنزله، وأرحل البعير: جعل عليه الرحل، قال المثقب:
إذا ما قمت أرحلها بليل ... تأوه آهة الرجل الحزين
وقوله:(فإن هذا منزل حضرنا فيه شيطان) تعليل للأمر بالسير عنه لأن الصلاة لا تنبغي في محل يكون فيه الشياطين، وتقدم أن الشيطان هو: العاتي المتمرد سواء من الجن والإنس، والمراد هنا: شياطين الجن، وبقية الألفاظ تقدم تفسيرها. وفيه قضاء ركعتي الفجر قبل صلاة الفرض، فهو حجة لمن قال بذلك، وباقي ما يتعلق به تقدم.