للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• التخريج

أخرجه البخاري ومالك في الموطأ والبيهقي والشافعي وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه, وأخرجه أحمد وفي رواية: (يا بني إذا كنت في البراري فارفع صوتك بالأذان، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: لا يسمعه إنس ولا جن ولا حجر ولا شيء إلا شهد له). وأخرجه ابن حبان في صحيحه.

• اللغة والإعراب والمعنى

قوله: (أراك) القائل أبو سعيد يخاطب عبد الله بن عبد الرحمن المذكور في السند، (والبادية) أي: وتحب البادية من أجلها, لأن صحبة الغنم تستلزم محبة إصلاح أمرها، وذلك إنما يكون بالبادية لأجل المرعى. والبادية. الصحراء التي ليس فيها بناء ولا عمران، واشتقاقها من: بدا يبدو: إذا ظهر: وقوله: (إذا كنت في غنمك أو باديتك) يحتمل أن (أو) للتنويع لأنه قد يكون بالبادية وليس في الغنم ويحتمل أنها للشك من بعض الرواة, وقوله: (فأذنت بالصلاة) وفي رواية: (للصلاة) أي لأجل الإعلام بها، أو أعلمت بها -على رواية الباء. قوله: (فارفع صوتك) أي بالنداء كما في رواية للبخاري، وقوله: (فإنه) الفاء للتعليل، وقوله: (لا يسمع مدى صوت المؤذن) أي غاية صوته أي أبعد ما يصل إليه صوته. قوله: (جن) أي أحد من الجن، وذكر بعض العلماء أن لفظ الجن يشمل الملائكة، وهو عندي غير جيد وإن كان الاشتقاق يحتمله، ولكن العرف جرى بإطلاقه على الجن المعروفين عند الناس دون الملائكة. قوله: (ولا إنس ولا شيء) أي ولا أحد من الإنس ولا شيء من الجمادات والحيوانات، فهو تعميم بعد تخصيص، وفي رواية ابن خزيمة: "ولا يسمع صوته شجر ولا مدر ولا حجر ولا جن ولا إنس" فهذا يؤيد العموم. ولا غرابة في سماع الجماد وشهادته على وجه الله أعلم به، وتكلف بعض العلماء التأويل في هذا ونحوه، ولا أرى داعيًا له. وإذا شهد له من سمع نهاية ندائه؛ فمن دونه ممن سمع أول النداء أولى، فالمراد بتخصيص المدى بالذكر: الشمول لكل من سمع الصوت حتى آخره, لأن ذلك خاص بمنتهى الصوت دون أوله. قوله: (سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) أي كون المؤذن لا يسمع صوته شيء إلا شهد له يوم القيامة، كما هو مصرح به في رواية أحمد. فيه التصريح برفع

<<  <  ج: ص:  >  >>