من هذه على أهلها". قال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، وأخرج نحوه البراء من رواية أبي جحيفة بلفظ: "تجدونه صاحب معزى معزبًا أو صاحب كلاب" ورجاله ثقات، ومثله في الكبير للطبراني وفيه موسى بن محمَّد بن حبان: فيه خلاف. ولأحمد والطبراني من حديث ابن مسعود نحوه وفيه: انظروا فستجدونه إما راعي معزى معزبًا وإما مكلبًا، فنظروه فوجدوه راعيًا حضرته الصلاة فنادى بها، وفيه الحكم بن عبد الملك القرشي: ضعيف. وأخرج ابن حبان في صحيحه نحوه مختصرًا من حديث أنس.
• اللغة والإعراب والمعنى
قوله:(فسمع صوت رجل) الضمير في (سمع) للنبي - صلى الله عليه وسلم -، وقوله:(يؤذن) جملة في محل جر صفة لرجل، وقوله:(فقال) الفاء تحتمل السببية والعطف، والقائل النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقوله:(مثل قوله)(مثل) صفة لمصدر محذوف هو مقول القول، أي: قال قولًا مثل قول المؤذن، أي حكى ألفاظ الأذان، وقوله:(إن هذا) القائل هو النبي - صلى الله عليه وسلم -، والهمزة في إن مكسورة لأنها محكية بالقول، وقوله:(هذا) يعني الذي سمع أذانه، (لراعي) اللام لام التوكيد وهي التي يسميها النحويون المزحلقة، لأن حقها أن تكون في أول الجملة، ولكنها إذا اجتمعت مع إن أخّروها كراهة توالي مؤكدين على زعمهم. قوله:(أو عازب عن أهله) العازب هو الغائب بماشيته عن الحيّ يطلب بها المرعى البعيد، وعزبت الماشية أو الإبل فهي عوازب أي غائبة عن الحي.
قال ذو الرمة:
رعت مشرفًا فالأحبل العفر حوله ... إلى رمث حزوي في عوازب إبل
أي: ترعى بعيدًا عن الحي والإبل المهملة في المرعى، وأصل الكلمة من الغيبة، عزب يعزب من باب نصر: غاب قال تعالى: {لَا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ}. وقوله:(فنظروا فهذا هو راعي غنم) الفاء عاطفة وهي التي تدخل على إذا الفجائية، والضمير عائد على المؤذن، وهو مبتدأ وخبره راعي.
• الأحكام
والحديث فيه دليل على استحباب الأذان لرعاة الغنم ولو كانوا في