وحكى ابن بري عن ثعلب واستشهد بقول الراعي النميري في إطلاقها على المكان العالي:
كدخان مرتجل بأعلى تلعة ... غرثان ضرم عرفجا مبلولا
والمرتجل هنا الذي أصاب رجلًا من مراد وهي الجماعة منه والبيت شاهد لذلك أيضًا وقال زهير في إطلاقها على المنخفض:
وإني متى ما أهبط من الأرض تلعة ... أجد أثرًا جديدًا قبلي وباليا
وقيل: وليس كذلك وإنما هي مسيل الماء من أعلى الوادي إلى أسفله فمرة يوصف أعلاها ومرة يوصف أسفلها وقيل: ما اتسع من فوهة الوادي وجمع التلعة تلاع قال النابغة وهو شاهد على أنها مسائل الماء:
عفا ذو حسا من فرتنا فالفوارع ... فجنبا أريك فالتلاع الروافع
والتلعات أيضًا قال ربيعة بن مقروم الضبي:
كأنها ظبية بكر أطاع لها ... من حومل تلعات الجو أو أودا
وقال أبو كبير في التلاع:
هل اسود لك في رجال قتلوا ... بتلاع تريم هامهم لم تقبري
وأما في قول بديل بن عبد مناة الخزاعي:
ونحن صبحنا بالتلاعة داركم ... بأسيافنا يسبقن لوم العواذل
فهي بالفتح وهي مكان بعينه فيه ماء من مياه العرب بالحجاز وفي قول جرير كذلك مكان قرب اليمامة قال:
ألا ربما هاج التذكر والأسى ... بتلعة أرشاش الدموع السواجم
وقوله: (من تلاعنا) صفة لتلعة أي تلاع بلادنا وقوله: (فلم نره) أي لم يرجع إلينا بعد ذلك، و (بعد) ظرف مبني على الضم لأنه مقطوع عن الإضافة مع نية معناها.
• بعض الفوائد التي تؤخذ منه
فيه: مشروعية البيعة على الإِسلام وهي ثابتة كتابًا وسنة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وكذا لوالي المسلمين العام ونوائبه في الغزوات أو في بعض البلدان وفيه: التماس الصحابة للبركة منه - صلى الله عليه وسلم - وهو ثابت في كثير من الأحاديث وفيه: طهارة الريق