وفي المدينة أماكن يطلق على كل منها البقيع فلهذا ميز محل المقبرة بإضافته إلى الغرقد وقد فسره السمهودي بأنه كبار العوسج وبجانبه بقيع الخجبة ويجانبهما بقيع الخيل شرقي المسجد وبقيع الزبير نسب إليه لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقطعه إياه فكان صدقة على ولده وابتنوا به دورهم وفيه يقول عامر بن صالح بن عبد الله بن عروة:
ليت شعري ولليالي صروف ... هل أرى مرة بقيع الزبير
ذاك مغني أحبه وقطين ... تشتهي النفس بأن ينال بخير
وبقيع الخجبة قريب من بقيع الغرقد أيضًا له قصة في بناء المسجد الشريف وبالمدينة أيضًا بقيع الخضمات ويقال بالنون أول موضع صليت فيه الجمعة قبل مقدم النبي - صلى الله عليه وسلم - وبقيع بطحان وبه منزل الأشعريين أبي موسى وأصحابه والمحتمل من هذه هو بقيع الغرقد وبقيع الخجبة وهو قريب من المسجد وبقيع الزبير وكذا بقيع الخيل وكلها كانت قريبة من المسجد وقوله:(فمن أكلهما) يحتمل أن الفاء سببية ويحتمل أنها عاطفة والأول أظهر أي فبسبب ذلك من أكلهما أي أراد أكلهما فليمتهما طبخًا أي ليطبخهما حتى يذهب عنهما الريح الخبيثة لأن كسر حدة الشيء وقوته يعتبران قتلًا له ومنه قتل الخمر بالماء قال حسان - رضي الله عنه - قبل تحريم الخمر:
إن التي ناولتني فرددتها ... قتلتك فهاتها لم تقتل
وقال آخر:
فقلت اقتلوها عنكم بمزاجها ... وحب بها مقتولة حين تقتل
وقوله:(طبخًا) مصدر نصب على التمييز أي بالطبخ.
• الأحكام والفوائد
الحديث فيه: تنبيه الإِمام الناس على المسائل المحظورة في الخطبة لأن هذا من أعظم مقاصد الخطبة وفيه: جواز وصف ما ليس حرامًا بالخبث ولا يعارض ذلك قوله تعالى: {وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ} لأن المراد بالخبائث هنا