أبي موسى الأشعري بزيادة الأسواق والمجالس أي المرور فيها، وهو عند أبي داود وابن ماجه كذلك، وأخرجه ابن أبي شيبة كرواية المصنف عن سفيان.
وأخرج حديث أبي موسى أيضًا، وأخرجه ابن حبان في صحيحه كرواية المصنف عن عمرو عن جابر، وزاد بعده من طريق الليث بن سعد عن أبي الزبير عنه بلفظ: أمر رجلًا كان يتصدق بالنّبل في المسجد ألا يمر بها إلا وهو آخذ بنصلها.
• اللغة والإعراب والمعنى
قوله:(أسمعت جابرًا يقول) الهمزة للاستفهام، وجملة يقول في محل نصب على الحال، وجملة يقول في محل نصب على الحال، وجملة "مر. . . إلخ" في محل نصب مقول القول، قوله:(مر رجل بسهام) أي يحمل سهامًا وفي رواية ابن حبان "أنه كان يتصدق بالسهام" وهي جمع سهم، وهي أيضًا النبل، والنبال. والسهم واحد النبل لأنه لا واحد له من لفظه وهو مركب الفصل؛ الجمع أسهم وسهام، وقيل هو نفس النصل، والنصل السهم العريض الطويل يكون قريبًا من الفتر والمقص على النصف من النصل، وقال ابن هو في الأصل القدح، وفي صفة الخوارج: يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قلت: وتستعيره العرب للحظ النساء شبهوا إصابة وقع عين المرأة في نفس الرجل بإصابة السهم للرمية، كما قال جرير بن الخطفي:
دعون الهوى ثم ارتمين قلوبنا ... بأسهم أعداء وهن صديق
وقال ابن المعذل:
أخو دنفٍ رمته فأقعدته ... سهام من لحاظك لا تطيش
قواتل لا قداح سوى إحورار ... بهن ولا سوى اللحظات ريش
والباء في قوله:(بأسهم) للإلصاق، وقوله:(في المسجد) الفاء تفيد الظرفية هنا، والمسجد المراد به مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فأل فيه للعهد، وقوله:(خذ بنصالها) أي اجعل يدك على نصالها جمع نصل، وهي الحديدة التي تصيب الرمية، ويكون في القدح، وفي بعض رواياته كما في رواية أبي موسى عند أحمد بيان علة ذلك، وهو خشية أن يصيب أحدًا، وقوله:(قال نعم) تقدم