قوله:(دخل الكعبة) قيل: سميت بذلك لأن بناءها مربع وبيوت العرب كانت مستديرة وقيل: لارتفاعها.
وقوله:(هو) ضمير متصل يؤتى به لتوكيد الضمير المستتر عنه إرادة العطف عليه لأن العطف عليه بدونه وإن كان واردًا عندهم أنه ضعيف كما قال ابن مالك -رحمه الله-:
وإن على ضمير رفع متصل ... عطفت فافصل بالضمير المنفصل
أو فاصل ما وبلا فصل يرد ... في النظم فاشيا وضعفه اعتقد
وقوله:(عثمان بن طلحة) هو ابن أبي طلحة واسم أبي طلحة عبد الله بن عبد العزى قتل يوم أحد كافرًا هو وأخوه وجماعة من أهل بيته وأسلم عثمان في هدنة الحديبية وهاجر هو وخالد بن الوليد بعد عمرة القضاء ولقيهما في الطريق عمرو بن العاص فقدم الثلاثة المدينة وفيه وفي إسلامه يقول فأنشد عثمان بن طلحة:
حلفنا وملقى نعال القوم عند المقبل
وما عقد الآباء من كل حلقةٍ ... وما خالد من مثلها بمحلل
أمفتاح بيت غير بيتك تبتغي ... وما تبتغي الأقوام من مجد مؤثل
وعثمان جاء بالدهيم المعضل ... فلا تأمن خالدًا بعدها أبدا
وأسلم أيضًا ابن عمه شيبة بن عثمان يوم الفتح وهو الذي حدث نفسه يوم حنين بالفتك برسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما انهزم الناس فاطلع الله على ذلك رسوله - صلى الله عليه وسلم - فسأله عما يحدث به نفسه فجحد فاستدناه ووضع يده على صدره قال عثمان: فوالله ما رفعها حتى أسلم.
وقوله:(الحجبى) صفة لعثمان لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أقره على حجابة البيت هو وابن عمه شيبة بن عثمان وقال - صلى الله عليه وسلم -: "خذوها يا بني عبد الدار خالدة تالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم" فمن أجل ذلك تحاماها الناس وكان عثمان بالمدينة إلى أن توفي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فانتقل منها ورجع إلى مكة حتى مات بها سنة ٣٢ - رضي الله عنه - وقد تكلم العلماء في تخصيص عثمان وأسامة بن زيد وبلال بالدخول معه وليس هنا ما يعتمد عليه في ذلك وهما من خدامه الملازمين له وعثمان اختصاصه