الصلاة التي صلاها منفردًا في طرف المسجد خرج لشأنه وسيأتي بيان الحامل له على ذلك والخلاف فيه وقوله:(فلما قضى) تقدم الكلام على لما والفاء عاطفة وقضى الصلاة أتمها وليس من القضاء الاصطلاحي الذي هو فعل العبادة بعد خروج وقتها بل هو كقوله {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ} , {فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ}. وأل في الصلاة للعهد الذكرى في قوله السابق أقيمت الصلاة قيل له إن فلانًا فعل كذا وكذا وهذا جواب لما أي قال بعض الحاضرين لمعاذ: إن فلانًا فعل كذا وكذا يعني قطع الصلاة معك وصلى منفردًا، فقال معاذ: لئن أصبحت لأذكرن هذا الكلام يدل على قسم غير مظهر التقدير والله إن أصبحت لأذكرن لأن اقتران الجواب الذي هو لأذكرن باللام دليل على أنه جواب قسم استغنى به عن جواب الشرط على حد قول ابن مالك -رحمه الله-:
واحذف لدى اجتماع شرط وقسم ... جواب ما أخرت فهو ملتزم
وقوله:(ذلك) أي من فعل الرجل واسم الإشارة في محل نصب مفعول به لأذكرن وقوله: (فأتى) الفاء فيها معنى الفصيحة لأن التقدير فأصبح فأتى وقوله: (فذكر ذلك) أي فعل الرجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله:(فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إليه) أي إلى الرجل المذكور والفاء في قوله فأرسل سببية وهذا من مواضع الاختلاف في الرواية في الحديث وسيأتي إن شاء الله. وقوله:(فقال) الفاء فصيحة فجاء فقال. وقوله:(ما حملك) فاعل قال هو النبي - صلى الله عليه وسلم - وقوله ما استفهامية وحملك أي سبب لك أن تفعل هذا الفعل المخالف لفعل المأمومين في الصلاة. وقوله (ما صنعت) أي صنعته فما إما موصولة والجملة صلة الموصول والعائد الضمير محذوف لأنه منصوب بالفعل فيضطرد حذفه أو هي مصدرية فعلى الأول على الذي صنعته وعلى الثاني على صنعك. وقوله: فقال الفاء عاطفة وفاعل قال هو الرجل مجيبًا على سؤال النبي - صلى الله عليه وسلم -. وقوله:(عملت على ناضحي) أي كنت أعمل على ناضحي وهي الواحدة من الإبل التي ينزع عليها من البير فتسمى النواضح. وكانوا أهل مزارع وفيها معيشتهم وقوله:(من النهار) أي في النهار أو بعض النهار الذي هو وقت العمل عادة وقوله (فجئت) أي من عملي. وقوله:(قد أقيمت الصلاة) تقدم الكلام عليه وقوله (فدخلت المسجد ودخلت معه في الصلاة) الفاء في الموضعين عاطفة وتقدم الكلام على