على ثم وقوله: خرج جاء على الغالب بأنه يكون خارجًا من بيته وإلا فالأجر المذكور ثابت له في توجهه إلى المسجد على الوجه المشروط هنا ولو لم يكن خارجًا من بيته لأن الفرض القصد إلى الصلاة من المكان الذي هو فيه وقوله: (عامدًا) أي قاصدًا فهو إشارة على اشتراط الإخلاص في النية كما حديث أبي هريرة: لا ينهزه أي يحمله على الخروج إلا الصلاة إلخ، وأل في المسجد للجنس فلا تخص مسجدًا عن مسجد وإن كان بعض المساجد أعظم أجرًا في الجملة فذلك لا ينافي أن هذا الأجر الموعود هنا عام في جميع المساجد وقوله:(فوجد الناس) أي: الذين في المسجد قد صلوا الناس مفعول وجد وقوله: (قد صلوا) جملة حالية لأن وجد هنا ليست من أفعال القلوب فلا تنصب غير مفعول واحد ومفعول صلوا محذوف للعلم أي: تلك الصلاة التي قصدها ليصليها في المسجد أي فصلى وحده لأنه محذوف لابد من تقريره وقوله: (كتب له) أي: كتب الله له من الأجر الذي قصده أولًا مثل أجر من حضرها أي صلاها مع الإِمام وذلك لبيته وسعيه إليها وقد تظاهرت الأدلة على النية الخالصة لاسيما إن صحبها السعي يكتب لصاحبها ما نواه ولو لم يبلغه لعارض لا يتمكن معه من الفعل وقوله: (ولا ينقص ذلك) الإشارة ترجع إلى الثواب الذي يحصل له (من أجورهم شيئًا) لأنه فضل من الله تفضل به على عبده لسعيه في طاعة ربه.