للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكل هبوط وارتفاع في سفح جبل خيف قلت وخيف بني كنانة بمكة منزل الرسول - صلى الله عليه وسلم - كما جاء في الحديث الصحيح منزلنا غدا إن شاء الله إذا فتح الله علينا بخيف بني كنانة حيث تقاسموا على الكفر وفي خيف منى يقول الشافعي على ما روي عنه:

يا راكبا قف بالمحصب من منى ... واهتف بساكن خيفها والناهض

سحرا إذا فاض الحجيج إلى منى ... فيضا كما نظم الفرات الفائض

إن كان رفضًا حب آل محمَّد ... فليشهد الثقلان أني رافض

ومسجد الخيف بمنى في محل منزل النبي - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع. قوله: (فلما قضى الصلاة) الفاء عاطفة ولما شرطية وتقدم الكلام عليها وقضى الصلاة فرغ من فعلها وتقدم أن القضاء في العبادة يكون بمعنى الانتهاء من الشيء والفراغ منه وهو معنى عام كما في قول كعب - رضي الله عنه -:

فلما قضينا من تهامة كل ريب

وقال الآخر:

ولما قضينا من منى كل حاجة ... ومسّح بالأركان من هو ماسح

وهو كثير وفي التنزيل (إذا قضيت الصلاة). (فإذا قضيتم مناسككم). وهذا هو المراد هنا ويكون بمعنى فعل العبادة بعد خروج وقتها وهو اصطلاحي وقوله: (الصلاة) أي صلاة الصبح بمنى التي صلاها المذكورة قبل. وقوله: (إذا هو) إذا للفجاءة والضمير بعدها مبتدأ وقوله: (برجلين) الخبر التقدير فوجئ برجلين وقوله: (في آخر القوم) أي: جالسين في آخر القوم يعني الناس الذين صلوا معه وقوله: (في آخر القوم) صفة لرجلين وكذا جملة (لم يصليا) أي مع النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسلمين معه وقوله: (عليَّ بهما) عليَّ: اسم فعل أمر والياء للمتكلم كالكاف في قوله: (عليك بهما) أي بالرجلين وقوله: (فأتي بهما) أي: دعيا له فأتي بهما وقوله: (ترعد فرائصهما) جملة في محل الحال والرعدة الاضطراب والفرائص جمع فريصة من الفرص وهو القطع والخرق والمفراص المقراص قال الأعشي ميمون قيس:

وأدفع عن أعراضكم وأعيركم ... لسانا كمقراص الخفاجي ملحبا

وهي هنا لحمة عند نفض الكتف في وسط الجنب عند منبض القلب

<<  <  ج: ص:  >  >>