للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• التخريج

أخرجه أبو داود والترمذي والإمام أحمد، وابن ماجه وابن الجارود.

• اللغة والإعراب والمعنى

(المستحم) محل الاستحمام، وهو المغتسل كما في رواية لأبي داود والمصنف بلفظ: "نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن أن يمتشط أحدنا كل يوم أو يبول في مغتسله". واشتقاقه من الحميم: وهو الماء الحار، لأنهم يستعملونه كثيرًا في الغسل فسمي به محل الاغتسال ولو كان الماء باردًا، وكذلك أطلق على الاغتسال استحمام ولو كان بماء بارد. وذكر ثعلب أنَّ الحميم من الأضداد، وفسّر قول الشاعر:

فساغ لي الشراب وكنت قبلًا ... أكاد أغص بالماء الحميم

بأنه الماء البارد. و (عامة) الشيء: جميعه أو جلّه، ينزّل منزلة الكل، وأصل عامة: عاممة، وهو من ألفاظ التوكيد كما قال ابن مالك:

واستعملوا أيضًا ككل فاعله ... من عم في التوكيد مثل النافلة

والفاء في قوله: (فإن) تفيد التعليل، والوسواس: اسم للشيطان، ومنه قوله تعالى: {مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ} و (الوسواس) أيضًا: الصوت الخفي، ومنه قيل لصوت الحلي: وسواس، قال الأعشى:

تسمع للحلي وسواسًا إذا انصرفت ... كما استعان بريح عشرق زجل

أي: صوتًا عليها إذا تحركت، ومنه قيل لصوت الصائد: وسواس، قال ذو الرمة يصف ثورًا وحشيًا:

فبات يشئزه ثَأْدٌ ويسهره ... تذؤب الريح والوسواس والهضب

"يشئزه" يقلقه، والثأد: الندا، وتذؤب الريح: هبوبها من كل وجه، ويروى تذاؤب بألف بعد الذال، والوسواس فسّروه بصوت الصائد ويحتمل عندي أنه هواجس النفس، وربما كان هنا أظهر لأن الصائد عادة لا يصيد بالليل.

والوسوسة: ما يلقيه الشيطان مما لا خير فيه وحديث النفس، كما قيل - وهو منسوب لابن أذنية:

وإذا وجدت لها وساوس سلوة ... شفع الضمير إلى الفؤاد فسلها

<<  <  ج: ص:  >  >>