للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• اللغة والإعراب والمعنى

(توضأ) أي شرع في الوضوء وقوله: (فلما استنجى) الفاء تفصيلية أو تفسيرية أو استئنافية، و"لما" حرف وجود لوجود، ويقال: وجوب لوجوب، وهي مختصة بالفعل الماضي، وتقتضي جملتين وجدت الثانية منهما عند وجود الأولى، قيل: إنها ظرف بمعنى حين، وهو قول الفارسي وابن جِنّي وجماعة، وقال ابن مالك: هي بمعنى "إذ". قال ابن هشام: وهو حسن لأنها مختصة بالماضي وبالإضافة إلى الجملة، ويكون جوابها فعلًا أو جملة اسمية مقرونة بالفاء أو بإذا الفجائية. وهذا أحد معاني (لما) التي تأتي لها في العربية، والثاني: أن تكون بمعنى "لم"، فتختص بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه ماضيًا فهي كـ"لم"؛ ولكنها تفارقها في وجوه معروفة في محلها.

والمعنى الثالث: أن تكون حرف استثناء فتدخل على الجملة الاسمية نحو: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا}، وعلى الماضي لفظًا نحو قولهم: "نشدتك الله لما فعلت".

وقوله: (دلك) الدلك: هو المسح كما في الرواية الأخرى، وربما كان الدلك يراد به المبالغة في المسح، وجملة "دلك" واقعة في جواب "إذا"، لما تقدم من أنها مضمنة معنى الشرط.

• الأحكام والفوائد

فيه من الأحكام ما ترجم له المصنف وهو: استحباب دلك اليد بالأرض بعد الاستنجاء، كما أن فيه: إثبات الاستنجاء كما تقدم، والمراد بهذا الدلك عندهم المبالغة في إزالة الأذى، وسيأتي مثل ذلك عنه في الغسل إن شاء الله تعالى، وبناء على هذا يكون غسلها بالصابون ونحوه أولى.

٥١ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ الصَّبَّاحَ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعَيْبٌ يَعْنِى ابْنَ حَرْبٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ أَبِيهِ قَالَ: كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فَأَتَى الْخَلَاءَ فَقَضَى الْحَاجَةَ ثُمَّ قَالَ: "يَا جَرِيرُ هَاتِ طَهُورًا". فَأَتَيْتُهُ بِالْمَاءِ فَاسْتَنْجَى بِالْمَاءِ وَقَالَ بِيَدِهِ فَدَلَكَ بِهَا الأَرْضَ. قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: هَذَا أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ مِنْ حَدِيثِ شَرِيكٍ، وَاللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.

<<  <  ج: ص:  >  >>