(توضأ) أي شرع في الوضوء وقوله: (فلما استنجى) الفاء تفصيلية أو تفسيرية أو استئنافية، و"لما" حرف وجود لوجود، ويقال: وجوب لوجوب، وهي مختصة بالفعل الماضي، وتقتضي جملتين وجدت الثانية منهما عند وجود الأولى، قيل: إنها ظرف بمعنى حين، وهو قول الفارسي وابن جِنّي وجماعة، وقال ابن مالك: هي بمعنى "إذ". قال ابن هشام: وهو حسن لأنها مختصة بالماضي وبالإضافة إلى الجملة، ويكون جوابها فعلًا أو جملة اسمية مقرونة بالفاء أو بإذا الفجائية. وهذا أحد معاني (لما) التي تأتي لها في العربية، والثاني: أن تكون بمعنى "لم"، فتختص بالمضارع فتجزمه وتنفيه وتقلبه ماضيًا فهي كـ"لم"؛ ولكنها تفارقها في وجوه معروفة في محلها.
والمعنى الثالث: أن تكون حرف استثناء فتدخل على الجملة الاسمية نحو: {إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا}، وعلى الماضي لفظًا نحو قولهم:"نشدتك الله لما فعلت".
وقوله:(دلك) الدلك: هو المسح كما في الرواية الأخرى، وربما كان الدلك يراد به المبالغة في المسح، وجملة "دلك" واقعة في جواب "إذا"، لما تقدم من أنها مضمنة معنى الشرط.
• الأحكام والفوائد
فيه من الأحكام ما ترجم له المصنف وهو: استحباب دلك اليد بالأرض بعد الاستنجاء، كما أن فيه: إثبات الاستنجاء كما تقدم، والمراد بهذا الدلك عندهم المبالغة في إزالة الأذى، وسيأتي مثل ذلك عنه في الغسل إن شاء الله تعالى، وبناء على هذا يكون غسلها بالصابون ونحوه أولى.