للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مرضع شبلين في مغارهما ... قد نهزا الفطام أو فطما

ما مر يوم إلا وعندهما ... لحم رجال أو يالغان دما

وذكر اللحياني أن بعض العرب يقول: ولغ يولغ مثل وجل يوجل قلت: وهذا هو الأصل ولكنهم حذفوا الواو لأنه مثالي جاء على يفعل مفتوح العين كوقع يقع ووهب يهب فعومل معاملة مكسور العين فإنه تحذف فاؤه كما قال ابن مالك -رحمه الله-:

فاء أمر أو مضارع من كوعد .... احذف وفي كعدة ذاك اطّرد

وقد ذكر القاعدة الأشموني في شرح هذا البيت.

وقوله: (الكلب) قال ابن سيِّده: كل سبع عقور.

قُلت: ويدل عليه ما في حديث الدعاء على عتبه بن أبي لهب، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "اللهم سلّط عليه كلبًا من كلابك، فأكله الأسد". وفي حديث المناسك في بيان ما يقتله المحرم قال: والكلب العقور، قال ابن سيِّده: وقد غلب على هذا النوع من الحيوان، قال: والجمع في القلة أكلب وفي الكثرة كلاب، وجمع أكلب أكاليب، فهو جمع الجمع، وقد سمّت العرب كلبًا وكلابًا، قال الشاعر:

وإن كلابًا هذه عشر أبطن ... وأنت بريء من قبائلها العشر

وقد يقال في جمع كلاب كلابات.

وقوله: (في إناء أحدكم)، في بمعنى الظرف والإِناء معروف مشتق عندهم من أنا الشيء: إذا جاء وقته، وأنا نُضْجٌ في الطعام والثمر، قال تعالى: {غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ} ومنه قول الشاعر:

وكسرى إذ تقاسمه بنوه ... بأسياف كما اقتسم اللحام

تمخّضت المنون له بيوم ... أنا ولكل حاملة تمام

والإِضافة لا مفهوم لها، وفي رواية ابن مغفل وغيره في الإِناء، ولعل الإِضافة من أجل أن غاسل الإِناء إنما يغسله ليستعمله، فهو في تلك الحالة إناؤه، فيكون خُرِّجَ مخرج الغالب وما كان كذلك لا يعتبر مفهومه. وجملة (شرب الكلب) في محل جر بإضافة إذا إليها، وهي جملة الشرط وقد تقدّم أنه غير جازم. وقوله: (فليغسله) الفاء واقعة في جواب الشرط. والغسل تعميم

<<  <  ج: ص:  >  >>