للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• التخريج

أخرجه مسلم وأبو داود وابن ماجه وأحمد وابن منده والبيهقي والدارقطني وأخرجه الدارمي في الطهارة وكذا ابن الجارود.

• اللغة والإِعراب والمعنى

(عفروه) التعفير هو جعل الشيء في التراب، أو جعلها عليه، يقال: مرغه في التراب يعفره عفرا وعفَّره يعفره تعفيرًا. فعفر وانعفر إذا مرَّغَهُ فيها، ومنه قول أبي جهل لعنه الله: (هل يعفر محمَّد وجهه في التراب) وقول كعب بن زهير - رضي الله عنه -:

يغدو فيلحم ضرغامين عيشهما ... لحم من القوم معفور خراديل

فالمعفور المترَّب والمعفَّر، والعفَّر ظاهر التراب، قال حسان - رضي الله عنه -:

فخرتم باللواء وشر فخر ... لواء حين رد إلى صؤاب

جعلتم فخركم فيه لعبد ... ألأم من يطا عفر التراب

يُعيِّر قريشا يوم أحد لما قتل حملة اللواء من عبد الدار فأخذه عبدهم صؤاب. والمراد هنا: جعل التراب فيه وفحصه بها كما يأتي إن شاء الله، وهل يكفي ذر التراب أو لا يكفي إلا أن يعرك به بعد خلطه بالماء.

وقوله: (عفروه الثامنة) أي الغسلة الثامنة، فالثامنة صفة لمحذوف فهو من إقامة الصفة مقام الموصوف بعد حذفه، وهي يحتمل أنها ظرف للتعفير، وذلك على رأي من يرى الأخذ بظاهر رواية ابن مغفل وأن الغسلات ثمان والتراب في الثامنة منها، فالتقدير عفروه في الثامنة بالتراب، أو منصوب بنزع الخافض، وأما على رأي من يرى أن الغسلات سبع فقط فيقول إن المعنى عفروه مع الغسلات بالتراب فتكون التراب بمنزلة غسلة ثامنة.

• الأحكام والفوائد

هذا الحديث يدل على غسل الإِناء من ولوغ الكلب كالذي قبله، وفيه: زيادة المسألة التي تقدمت الإِشارة إليها وهي: جعل التراب في تطهير الإِناء من ولوغ الكلب، وقد ثبت في صحيح مسلم من رواية أبي هريرة: "طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب"، ومثله لأحمد وللترمذي والبزار "أولاهن" أو "أخراهن"، ولأبي عبيد في كتاب الطهور: "إذا

<<  <  ج: ص:  >  >>