وهذا عندي بعيد والله أعلم، أن يكون شهد الخندق في السنة الخامسة ويحكم عليه أكثر أهل العلم بأنَّه تابعي، ومن رفع في حاله قال: ولد في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم -، والعلم عند الله. قيل: إنه كان يكنى أبا يحيى.
١١ - عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - هو ابن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب القرشي العدوي أبو حفص أمير المؤمنين، أمه حنتمة بنت هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وقيل: حنتمة بنت هشام والأول أصح، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن أبي بكر - رضي الله عنه - وعن أبيِّ بن كعب، وعنه: أولاده عبد الله وعاصم وحفصة وعثمان وعلي وسعد بن أبي وقاص وطلحة بن عبيد الله وعبد الرحمن بن عوف وابن مسعود وشيبة بن عثمان الحجبي، وجماعة من الصحابة يطول ذكرهم وعمرو بن ميمون الأودي وأسلم مولى عمر وسعيد بن المسيب وسويد بن غفلة وشريح القاضي وعبيد بن عمير وعلقمة بن وقاص في خلق من التابعين، ولد قبل الفجار بأربع سنين وقيل بعد الفيل بثلاث عشرة سنة، قال الزبير بن بكار: كان عمر من أشراف قريش وإليه كانت السفارة في الجاهلية وذلك أن قريشًا كانت إذا وقعت بينهم حرب بعثوه سفيرًا وإن نافرهم منافر، أو فاخرهم مفاخر بعثوه منافرًا ورضوا به، أسلم - رضي الله عنه - بعد أربعين رجلًا وإحدى عشرة امرأة وكان إسلامه صبيحة إسلام حمزة وكان إسلامه عزًا للمسلمين وظهر به الإِسلام بدعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - وظهر المسلمون بعدما كانوا مختفين من قريش فلما أسلم هو وحمزة رأوا أنهم عزوا في أنفسهم، شهد مع النبي - صلى الله عليه وسلم - المشاهد كلها وبويع بالخلافة يوم مات أبو بكر بعهد منه -رضي الله عن الجميع- وذلك في جمادي سنة ١٣ هـ.
فسار في الناس أحسن سيرة وفي عهده فتحت الأمصار من الشام والعراق وغير ذلك مما تم فتحه في عهده، وهو أول من دوَّن الدواوين ومصَّر الأمصار ورتّب الأجناد وعرّف العرفاء، إلى غير ذلك من سياسته الميمونة التي لم يسبق إليها، وكتب التاريخ الهجري وكان نقش خاتمه كفى بالموت واعظًا ومناقبه - رضي الله عنه - كثيرة مشهورة، مكث في الخلافة عشر سنين وخمسة أشهر أو ستة، وقتل يوم الأربعاء لأربع بقين من ذي الحجة وقيل: لثلاث بقين من سنة ٢٣ وسنه على