ونسبتها للشام لأنها تصنع به وفي رواية "رومية" لأن الشام إذ ذاك تابعة للروم.
وقوله:(ضيقة الكمين) صفة للجبة، والكمان تثنية كم وهما مدخل الذراعين من الثوب ونحوه. والمعنى أنه لم يتمكن من غسل ذراعيه لضيق الكمين من الجبة فأخرجهما من تحتها حتى غسلهما.
وظاهر هذه الرواية: أنه غسل الوجه مرتين وليس كذلك، ولعله أراد بذلك حكاية ترتيب الوضوء فأعاد ذكر غسل الوجه ليرتب عليه غسل الذراعين والله أعلم.
وإن كان بينهما محاولته غسل الذراعين مع الجبة وفسخ الجبة عنهما بعد ذلك.
وقوله:(ذكر من ناصيته شيئًا) لعله أراد بالشيء المسح المصرح به في غير هذه الرواية، والناصية والناصاة كما في القاموس قصاص الشعر. والمراد هنا والله أعلم جانب الرأس مما يلي الوجه.
قوله:(لا أحفظ كما أريد) أي لا أحفظ ذلك المذكور حفظًا مثل ما أريد، فالكاف في محل نصب نعت لمصدر محذوف. وهذا من تحريه -رحمه الله- خوف الغلط، أي: لست ضابطًا للفظة و (الخفان) تثنية خف سيأتي الكلام عليهما -إن شاء الله- وقوله:(حاجتك) الظاهر أنه ظن أو خاف أن يكون المغيرة يريد التبرز فأمره على سبيل العرض عليه إن كانت له حاجة أن يقضيها وهذا من كمال أدبه - صلى الله عليه وسلم -، أي اقض حاجتك أو ائت حاجتك فهو منصوب بفعل محذوف يدل عليه المقام. فلهذا أجاب بقوله:(ليست لي حاجة) وقوله: (قدم الناس) جملة حالية على تقدير قد قدم الناس وكذلك قوله: (وقد صلى) ومن في قوله: (من صلاة) بيانية وتحتمل التبعيض وقوله: (فذهبت) أي أردت أو شرعت واللام في (لأوذنه) للعلة أي لأجل أن أعلمه بحضور رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وضمير الغائب يرجع إلى عبد الرحمن. وقوله:(فنهاني) أي: النبي - صلى الله عليه وسلم - والفاء في فصلينا عاطفة، ويحتمل أن تكون من نوع الفصيحة لأنها تدل على محذوف أي: فدخلنا معهم في الصلاة فصلينا، وما موصلة والعائد محذوف التقدير أدركناه، و (قضينا) القضاء يستعمل بمعنى الأداء والفراغ من الشيء وبمعنى فعل ما مضى وقته من العباد أو فات وقته من الأمر الديني ويستعمل في الأمور