ابن عبد البر: وقد قيل إن لقيط بن عامر غير لقيط بن صبرة وليس بشيء، وقد قال عبد الغني بن سعيد: أبو رزين العقيلي هو لقيط بن عامر بن المنتفق وهو لقيط بن صبرة، وقيل: إنه غيره وليس بصحيح، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعنه ابنه عاصم بن لقيط وابن أخيه وكيع بن عدس وعبد الله بن حاجب بن عامر وعمرو بن أوس الثقفي، والله أعلم.
• التخريج
أخرجه أبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد وابن أبي شيبة والبيهقي وابن خزيمة والحاكم وابن الجارود وابن حبان وأخرجه الشافعي وعن أحمد: أن عاصمًا لم يُسمع عنه بكثير رواية اهـ. وقيل: إنه لم يرو عنه غير إسماعيل وردَّ ذلك ابن حجر -رحمه اللهُ- وقال: ليس بشيء لأنه روى عنه غيره وصححه الترمذي والبغوي وابن القطان، ثم ذكر رواية أبي داود من طريق عاصم عن ابن جريج عن إسماعيل بن كثير، وقال في فتح الباري: إسناد هذه الرواية صحيح.
وقال النووي: حديث لقيط أسانيده صحيحة وقد وثق إسماعيل بن كثير أحمد، وقال أبو حاتم: هو صالح الحديث. وقال ابن سعد: ثقة كثير الحديث وعاصم وثقه أبو حاتم وما عدا هذين من رجال إسناده فمخرج لهم في الصحيح.
• اللغة والإعراب والمعنى
قوله:(أسبغ الوضوء) أي بالغ في إكماله من قولهم درع سابغة إذا كانت طويلة تغطى البدن، ومنه قوله تعالى:{وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ} أي أضفاها وعممها، وقوله:{أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ} أي دروعًا سابغات. قال جرير:
لنا تحت المحامل سابغات ... كنسج الريح تطرد الحباب
والمعنى: أكمل الوضوء واستوعب بالغسل جميع الفرض (وبالغ في الإستنشاق) وتقدم أنه إدخال الماء في الأنف إلا أن تكون صائمًا فلا تبالغ فيه خشية أن تؤدي المبالغة فيه إلى تسرب الماء إلى الحلق فَيَفْسُد الصيام.
• الأحكام والفوائد
فيه: دليل على ما ترجم له المصنف وهو المبالغة في الإستنشاق وفيه: