الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ، عَنْ بِلَالٍ قَالَ: رَأَيْتُ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - يَمْسَحُ عَلَى الْخِفَّيْنِ وَالْخِمَارِ.
• التخريج
أخرجه مسلم وأبو داود ولكن قال عن أبي عبد الرحمن السلمي وفيه:"على عمامته وموقيْه" بدل "خُفّيه"، وأخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وابن خزيمة في صحيحه, والترمذي، وابن ماجه، وفي مسند أحمد بلفظ:"امسحوا على الخفين والخمار" ورواه البيهقي في السنن.
• اللغة والإِعراب والمعاني
قوله:(رأيت رسول الله يمسح) تقدم نحو هذا وأن الرؤية بصرية والجملة حالية و (الخفَّان) تثنية خف ما يلبس في الرِجْل من جلد ساتر لمحل الفرض الذي يغسل في الوضوء وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله والمراد بقول بلال: (على الخمار) يعني العمامة كما تقدم في حديث المغيرة والخمرة والخمار ما يغطى به الرأس ومنه سمي غطاء رأس المرأة خمارًا قال الشاعر:
قل للمليحة في الخمار الأسود ... ماذا صنعت براهب متعبد
ويقال: الخمر والخمرة بالكسر الهيئة كاللحفة من اللحاف والجمع خمر بالضم والسكون ومنه قول حسان - رضي الله عنه -:
تظل جيادنا متمطرات ... يلطمهن بالخمر النساء
ويجمع على أخمرة. قال جرير:
هن الحرائر لا ربات أخمرة ... سود المحاجر لا يقرأن بالسور
والتخمير في الأصل التغطية ومنه تخمير الإِناء كما في الحديث وتخمر الشراب صار خمرًا يغطي العقل والخمر أيضًا الشجر الملتف لأنه يغطى من دخله، قال الشاعر:
ألا يا زيد والضحاك سيرا ... فقد جاوزتما خمر الطريق
• الأحكام والفوائد
الحديث دليل على جواز المسح على الخفين في الوضوء وليس في هذه الرواية التصريح بأنه كان في الوضوء ولعلها جواب لمن سأل عن ذلك في