للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وهي أم سائر بنيه ما عدا إبراهيم وله من الولد منها اثنان ذكران اتفاقًا القاسم وعبد الله، وقيل إن أبناءه منها ثلاثة فزادوا واحدًا اسمه الطيب، ويلقب بالطاهر وقيل إن الطاهر إسم لولد رابع فهم أربعة ورقية وأم كلثوم وكل منهما ماتت عند عثمان في حياة أبيها -رضي الله عن الجميع- ولذلك لقب بذي النورين، والثالثة وماتت في حياته أيضًا زينب كانت عند أبي العاص بن الربيع والرابعة فاطمة -رضي الله عنها- زوج علي - رضي الله عنه - وهي التي بقيت بعد وفاة أبيها وماتت بعده بقليل. وقد ورد النهي عن التكني بأبي القاسم ولكنه محمول عند الأكثرين على زمن حياته لئلا يلتبس عند النداء بكنيته - صلى الله عليه وسلم -.

وقوله: (ويل) كلمة تستعملها العرب في الهلاك، وفي القاموس الويل حلول الشر، وبهاء الفصيحة، أو هو تفجع يعني كلمة تقال عند التفجع وهو مصدر في الأصل ومثله ويح وويب وويه وويس وويك، وكلها متقاربة في المعنى، اهـ.

ذكر الخليل أنه لم يسمع من بنائه مصادر إلَّا هذه وقد هجروا أفعالها. قال ابن جنى: اقتنعوا من استعمال أفعال الويل والويح والويس والويب.

ويستعمل مضافًا ومقطوعًا عن الإِضافة، فإذا أضيف تعيّن نصبه وإذا قطع عن الإِضافة جاز فيه الرفع كما في قوله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (١)} و {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ} ومنه ما في الحديث: "ويل للأعقاب من النار" قال امرؤ القيس:

له الويل إن أمسى ولا أم هاشم ... قريب ولا البسباسة ابنة يشكرا

ويجمع على ويلات كما قال امرؤ القيس:

ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة ... فقالت لك الويلات إنك مرجلي

ويجوز فيه النصب على إضمار فعل كقول جرير:

كسا اللؤم تيما خضرة في جلودهم ... فويلا لتيم من سرابيلها الخضر

وإنما يتعين فيه النصب عند عدم القطع لأنه لو رفع لا يكون له خَبَرْ وأصله عند العرب حلول الشر. وعن ابن عباس أنه المشقة والعذاب فإذا ألحقوه الهاء كان معناه البلية والفضيحة "فقالوا ويلتاه" وقيل هو للتفجع وويح للإِشفاق والترحم، وقيل الويل لمن وقع في مكروه يستحقه فإذا كان لا يستحقه

<<  <  ج: ص:  >  >>