تسريح الشعر فيبدأ بشق الرأس الأيمن فيه، وقولها:(وفي شأنه كله) الشأن واحد الشؤون وهي الأمور التي يفعلها الإِنسان أو تهمه من دخوله وخروجه وشربه وأكله ولبسه وأخذه وإعطائه لكن خصصته السنة الصحيحة بما عدا الأمور المستقذرة كالإِستنجاء ودخول بيت الخلاء والامتخاط ونحو ذلك مما يستقذر وتقدم ذلك في قضاء الحاجة وقول شعبة: (سمعت إلخ)، حاصله أن أشعث حدث بالحديث مرة يقول فيه: يحب التيمن في شأنه كله ومرة قال: ما استطاع فهو محمول على أنه سمعه على الوجهين لأن هذا من كلام عائشة -رضي الله عنها- وليس فيه تعارض ولكن هذا من تَحَرِّي شعبة -رحمه الله-.
• بعض ما يستفاد منه
يؤخذ من الحديث استحباب التيمن على ما تقدم بيانه وما روى عن علي من قوله:"ما أبالي بدأت بيميني أو شمالي" لم يثبت عنه وعلى فرض ثبوته فالسنة مقدمة على قوله - رضي الله عنه - لأنه لم يسند في ذلك شيئًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فكيف ولم يثبت إسناد في ذلك وعن أحمد نحوه لكنه منقطع وهو معارض بما هو أقوى منه.
قلت: والتيامن في الوضوء هو الأفضل ومن خالفه فقد خالف السنة وتم وضوءه.
وذكر النووي: أن العلماء أجمعوا على أنه سنة ومن خالفه فاته الفضل وصح وضوءه وتعقبه ابن حجر بأن هذا الإجماع لعلماء السنة دون الشيعة فإن مذهبهم أنه واجب ثم ذكر ابن حجر أن المرتضى من الشيعة نسب الوجوب للشافعي وغلطه في ذلك، وذكر أنه وقع في البيان للعمراني نسبة القول بالوجوب إلى الفقهاء السبعة، قال وهو تصحيف، قال وفي كلام الرافعي ما يوهم أن أحمد قال بوجوبه ولا يعرف ذلك عنه بل الذي ذكره ابن قدامة في المغني أنه لا يعلم خلافًا في عدم الوجوب.
قلت: وهذا يوافق قول النووي أن العلماء أجمعوا على عدم الوجوب.
وروى الدارقطني عن علي أنه سئل عن ذلك فدعا بماء وبدأ بالشمال قبل اليمين وروى البيهقي عنه أنه قال:"ما أبالي بدأت بالشمال قبل اليمين إذا توضأت" رواه ابن أبي شيبة بهذا اللفظ.