حدثني أبو بكر بن محمد، ثم ساقه من طريق ابن أبي حازم عن يزيد عن أبي بكر بن محمد عن عمرة عن عائشة، فذكر الحديث وفيه: ثم تغتسل عند كل صلاة.
• اللغة والإِعراب والمعنى
قولها:(استحيضت) تقدّم الكلام على الإستحاضة وقولها: (لا تطهر) يحتمل أن المعنى: فهي لا تطهر أو فصارت لا تطهر، أو حال كونها لا تطهر أي لا ينقطع عنها الدم.
وقوله:(ركضة من الرحم) أصل الركض الضرب بالرجل ونحوه، ومنه: ركض الدابة ضربها بالرجل لتسرع ويستعار للإِسراع في الشيء.
وقوله:(من الرحم) من لابتداء الغاية وفي الرواية الأخرى: (من ركضات الشيطان) لأن الشيطان يلبِّس على المرأة في طهارتها فكأنه يضرب ذلك المكان حتى يخرج الدم، أو أنه يركض الرحم من ذلك العرق فيخرج منه الدم، فعلى الأول: هو كناية عن التلبيس عليها والقصد بهذا التفرقة بين دم الحيض ودم الإستحاضة، وعلى الثاني: يكون على وجه الله أعلم به.
وقوله:(فلتنظر) أي تتحرّ (قدر قرئها) أي أيام حيضها كما في الرواية الأخرى، والقرء: لفظ مشترك بين الطهر والدم لأنه اسم للوقت فهو من الأضداد في زمن الطهر وزمن الحيض، و {ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ} في كتاب الله محتملة للمعنين وبكل قال جماعة كما يأتي إن شاء الله في محله. فمن إطلاقه على الدم: هذه الرواية وما وافقها من الروايات في التعبير بالقرء عن زمن الحيض، وكقول الشاعر:
يا رب ذي ضغن عليَّ فارض ... له قروء كقروء الحائض
ومن استعماله بمعنى الطهر قول الأعشى:
وفي كل عام أنت جاشم غزوة ... تشد لأقصاها عزيم عرائكا
مورثة مالًا وفي الحي رفعة ... لما ضاع فيها من قروء نسائكا
أي من أطهار نسائكا.
ومن إطلاقه على الوقت قول الآخر:
إذا ما السماء لم تَغم ثم أخلفت ... قروء الثريا أن يكون لها قطر
أي أوقات المطر فيها، وكذا قول مالك بن الحارث الهذلي: