للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• اللغة والإعراب والمعاني

قوله: (سأل عائشة أي الليل) برفع أي على أنها استفهامية مبتدأ، والليل مفرد معرّف وهي لا تضاف إلى المفرد المعرف إلا مع تكراره، كقوله: أي وأيكم في قول الشاعر:

ألا تسألون الناس أي وأيكم ... غداة التقينا كان خيرًا وأكرم

أو قصد أجزاؤه كقولك: أي زيد أحسن؟ أي: أي أجزائه، كما أشار له ابن مالك -رحمه الله- بقوله:

ولا تضف لمفرد معرف ... أيا وإن كرَّرْتها فأضف

أو تنو الأجزاء واخصصن بالمعرفة ... موصولة أيا وبالعكس الصفة

وهنا: قصد بها الأجزاء فتقدير الكلام: أي أجزاء الليل والجملة تفسير قوله: سأل أي فقال لها: أي الليل. وقوله: (كان يغتسل) على التقديم والتأخير أي كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يغتسل فيه. وقولها: (ربما اغتسل) رب حرف جر تفيد التكثير أحيانًا وأحيانًا تفيد التقليل، فمنهم من جعل الغالب أو الأصل فيها إفادة التكثير ومنهم من عكس وجعل الغالب فيها التقليل. وحروف الجر مختصة بالأسماء غير أن رب إذا زيدت بعدها (ما) أبطلت اختصاصها بالأسماء، كما هو الشأن في زيادة ما بعد الحروف وهيّئتها للدخول على الأفعال كما هنا. وقولها: (أول الليل) دليل على أن السؤال عن الجزء لمطابقة الجواب له. وقوله: (جعل في الأمر سعة) أي وسّع على العباد في ترك الغسل من أول الليل فهي نعمة منه تستوجب الشكر عليها، وإنما عرف محل التوسعة بفعل النبي - صلى الله عليه وسلم -.

• الأحكام والفوائد

الحديث دل على جواز الاغتسال أول الليل وآخره وأن الأمر في ذلك واسع، ولكن لا ينافي ذلك أن المبادرة بالغسل أفضل لأن فعله - صلى الله عليه وسلم - لذلك ربما قصد به بيان الجواز والتوسعة على الأمة وذلك لا ينافي الفضيلة، وسيأتي الكلام على وضوء الجنب عند النوم وحكمه إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>