للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• التخريج

أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه وأحمد والدارمي بدون قصة أسد وعباد.

• اللغة والفوائد

قوله: (قالت اليهود: ما يدع) أي ما يترك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقولهم: (من أمرنا) أي ما يعملون به ويموّهون به على الناس أنه من الدين، وذلك أنهم كرهوا مخالفة النبي - صلى الله عليه وسلم - لعلمهم بصحة نبوته وإن كانوا لا يعترفون بذلك، فكان يسوؤهم خلافه لهم لأنه يدل إما على بطلان قولهم مما أحدثوه في الشرع، أو نسخ ما كانوا عليه إن كان شرعًا ثابتًا، ولهذا كرهوا تحويل القبلة وتكلموا فيه، على ما يأتي إن شاء الله. وقوله: (فقام أسيد) هو بالتصغير ابن حضير بن عتيك بن سماك بن امرئ القيس بن زيد بن عبد الأشهل، أبو يحيى وأبو عتيك، كان أبوه حضير يقال له: حضير الكتائب، وهو فارس الأوس ورئيسهم يوم بعاث وبه قتل. وأسيد هذا من السابقين إلى الإِسلام، أسلم هو وسعد بن معاذ في يوم واحد على يد مصعب بن عمير -رضي الله عن الجميع- وكان إسلام أسيد قبل إسلام سعد، وقصتهما مشهورة وبإسلامهما أسلم سائر قومهم بنو عبد الأشهل. وهو أحد النقباء ليلة العقبة، ولكن اختلفوا في شهوده بدرًا فأثبته ابن السكن، ونفاه غيره. قال ابن سعد: كان شريفًا كاملًا، وآخى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين زيد بن حارثة، وكان ممن ثبت يوم أحد وجُرح يومئذ سبع جرحات، وله أحاديث في الصحيحين وغيرهما. وروى البغوي عن ابن زنبور بسنده إلى أبي هريرة: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نعم الرجل أسيد بن حضير". وروى ابن إسحاق عن عائشة قالت: "ثلاثة من الأنصار لم يكن أحد يلحق بهم في الفضل كلهم من بني عبد الأشهل: سعد بن معاذ وأسيد بن حضير وعبّاد بن بشر"، وأخرج أحمد في مسنده عنها قالت: "كان عباد بن بشر من أفاضل الناس". وروى الواقدي عن أبي بكر "أنه كان لا يقدم أحدًا من الأنصار على أسيد بن حضير". وروى البخاري في تاريخه عن ابن عمر قال: "لما مات أسيد بن حضير قال عمر لغرمائه، فذكر قصة تدل على أنه مات في خلافته". وروى ابن السكن من طريق ابن عيينة عن هشام بن عروة عن أبيه: لما مات أسيد بن

<<  <  ج: ص:  >  >>