للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مشتمل على أشياء، منها ما هو في الصحيح كما ذكره البيهقي، ومنها ما هو منكر كالصلاة في بيت لحم وسؤال الصديق عن نعت بيت المقدس وغير ذلك، والله أعلم.

• اللغة والإعراب والمعنى

تقدم تفسير أكثر هذه الألفاظ الواردة في هذه الرواية في الرواية التي قبلها، وفيها مما لم يتقدم قوله: (خطوها) أي الدابة، والخطو بفتح الخاء المعجمة: المرة من الخطو، وبضمها: الفعل. قوله: (عند منتهى طرفها) أي آخر ما يصل إليه نظره يضع رجله فيه: والتأنيث للدابة والتذكير في قوله: (طرفه) للبراق، والطرف بسكون الراء: البصر، وهو كناية عن سرعة السير. قال ابن حجر -رحمه الله- وفي حديث ابن مسعود عند أبي يعلى والبزار: "إذا أتى على جبل ارتفعت رجلاه، وإذا هبط ارتفعت يداه"، وفي رواية لابن سعد عن الواقدي بأسانيده: "له جناحان" ولم أرها لغيره، وعند الثعلبي بسند ضعيف عن ابن عباس في صفة البراق: "لها خد كخد الإنسان، وعُرف كالفرس وقوائم كالإبل وأظلاف وذنب كالبقر، وكأن صدره ياقوتة حمراء". قيل: ويؤخذ من ترك تسمية سير البراق: طيرانًا، أن الله إذا أكرم عبدًا بتسهيل الطريق له حتى قطع المسافة الطويلة في الزمن اليسير، أن لا يخرج بذلك عن اسم السفر وتجري عليه أحكامه. وفي هذه الرواية أيضًا: فركبت ومعي جبريل -عليه السلام-، فهي تدل على أنهما كانا على البراق، وإن تكن صريحة في كون جبريل ركب معه، لاحتمال أنه سار بسيره على عادة الدليل، وبكل قال جماعة، ووقع في رواية حذيفة عند أحمد: "أُتيَ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالبراق فلم يزايل ظهره هو وجبريل حتى انتهيا إلى بيت المقدس". قال ابن حجر: (فهذا لم يسنده حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيحتمل أنه قال عن اجتهاد؛ ويحتمل أن يكون قوله: هو وجبريل، يتعلق بمرافقته في السير لا في الركوب. قال ابن دحية وغيره: معناه: وجبريل قائد أو سائق أو دليل، قال: إنما جزمنا بذلك لأن قصة المعراج كانت كرامة للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فلا مدخل فيها لغيره). قلت: وهذا منه -رحمه الله- غريب جدًا، فأي منافاة في كون جبريل ركب البراق معه - صلى الله عليه وسلم - لكون المعراج كرامة له ولذا قال ابن حجر -رحمه الله- بعد نقله كلام ابن دحية المذكور: (بأن في صحيح ابن حبان من

<<  <  ج: ص:  >  >>