كتاب تهذيب سنن أبي داود - ط عطاءات العلم

كتاب الطهارة - باب يصيب منها (أي: من الحائض) دون الجماع - ج: 1 - ص: 155

محمد بن حزم (١): ندبة مجهولة لا تُعرَف, و (٢) أبو داود يروي هذا الحديث من طريق الليث فقال: قال "نَدَبة" بفتح النون والدال, ومعمر يرويه يقول "نُدْبة" بضم النون وإسكان الدال, ويونس يقول: "بُدَيَّة" بالباء المضمومة والدال المفتوحة والياء (٣) المشدّدة, كلهم يرويه عن الزهري كذلك, فسقط خبر ميمونة. تم كلامه.

ولهذا الحديث طريق آخر: رواه ابن وهب، عن مَخْرمة بن بُكير، عن أبيه، عن كُرَيب مولى ابن عباس قال: سمعتُ ميمونةَ أم المؤمنين قالت: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضطجع معي وأنا حائض, وبيني وبينه ثوب" رواه مسلم في "الصحيح" (٤) عن ابن السرح وهارون الأيلي, ومحمد بن عيسى, ثلاثتهم عن ابن وهب به.

وأعلَّ أبو محمد بن حزم (٥) هذا أيضًا بعلتين, إحداهما: أن مخرمة لم يسمع من أبيه, والثانية: أن يحيى بن معين قال فيه: مخرمة ضعيف ليس حديثه بشيء.

فأما تعليله حديث نَدَبة بكونها مجهولة، فإنها مدنية رَوَت عن مولاتها

---

(١) "المحلى": (٢/ ١٧٩).
(٢) سقطت "الواو" من الأصل، وهي في ش و"المحلى".
(٣) في الأصل و (ش) والمطبوعات: "تدبة، بالتاء ... والباء" وهو تصحيف، والصواب ما أثبت، كما في "المحلى"، وينظر "تهذيب التهذيب": (١٢/ ٤٠٥)، و"تبصير المنتبه": (١/ ٧٢).
(٤) (٢٩٥).
(٥) "المحلى": (٢/ ١٧٩).