للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

فإنه ذكره في «كتاب الثقات» (١). وقد قال أبو حاتم الرازي (٢) عن ابن معين: سعد بن سعيد صالح. وقال محمد بن سعد (٣): ثقة قليل الحديث. وقال ابن أبي حاتم (٤): سمعت أبي يقول: كان سعد بن سعيد مؤديًا، يعني أنه كان لا يحفظ ويؤدي ما سمع. وقال ابن عدي (٥): له أحاديث صالحة، تقرب من الاستقامة، ولا أرى بحديثه بأسًا مقدارَ ما يرويه.

ومثل هذا إنما يُتَّقَى (٦) ما ينفرد به أو يخالِف به الثقات، فأما إذا لم ينفرد وروى ما رواه الناس لَمْ (٧) يُطرَح حديثه.

سلَّمنا ضعفه، لكن مسلم إنما احتج بحديثه لأنه ظهر له أنه لم يخطئ فيه بقرائنَ ومتابعاتٍ وشواهدَ (٨) دلَّته على ذلك، وإن كان قد عُرِف خطؤه في غيره. فكون الرجل يخطئ في شيء لا يمنع الاحتجاج به فيما ظهر أنه لم يخطئ فيه، وهكذا حُكْم كثير من الأحاديث التي خرَّجاها وفي إسنادها من تُكلّم فيه من جهة حفظه، فإنهما لم يخرجاها إلا وقد وُجِد لها متابع.

وهاهنا دقيقة ينبغي التفطّن لها، وهي أن الحديث الذي رَوَياه أو


(١). (٤/ ٢٩٨).
(٢). «الجرح والتعديل» (٤/ ٨٤).
(٣). «الطبقات الكبير» (٧/ ٥١٩).
(٤). «الجرح والتعديل» (٤/ ٨٤).
(٥). «الكامل» (٣/ ٣٥٣).
(٦). ط. الفقي: «ينفى»، وط. المعارف: «ينفي»، كلاهما تصحيف.
(٧). ط. الفقي: «فلا»، وط. المعارف: «فَلِمَ»، كلاهما مخالف للأصل.
(٨). قراءة الطبعتين: «ولشواهد»، والرسم محتمل.