للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- الجمع المذكر:

ورد له في اللغة لفظان هما "الذين، الأُلَى" جاء في القرآن: ﴿اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ﴾ (١) وقال الشاعر:

رأيتُ بني عمّي الألى يخذُلونَني … على حَدَثَانِ الدهرِ إذ يتقلَّب (٢)

فمن البيّن أن كلمة "الألى" في هذا البيت لجماعة الذكور، بدليل الضمير العائد عليها في "يخذلون" ويمكن في البيت أن يوضع مكانها كلمة "الذين".

هذا ما قررته معظم كتب النحو، لكن جاء في شرح ابن عقيل قوله نصًّا: يقال في جمع المذكر "الأُلَى" مطلقا عاقلا أو غيره، نحو "جاء الأُلَى فعلوا" وقد يستعمل في جمع المؤنث، وقد اجتمع الأمران في قول أبي ذؤيب الهذلي:

وتلك خطوبٌ قد تملَّتْ شبابَنا … قديما فتُبْلينا المنونُ وما نُبْلِي

وتُبْلِي الأُلَى يستلئمون على الأُلَى … تراهنَّ يوم الرَّوْعِ كالحِدَإِ القُبْلِ (٣)


(١) الآيتان ٥، ٦ من سورة الفاتحة.
(٢) حدثان الدهر: نوائبه.
يشكو من بني عمه: إذ تنتابه الأحداث والمصائب فيتقاعسون عن نصرته الشاهد في البيت: كلمة "الأُلَى" إذ وردت في البيت اسم موصول لجماعة الذكور، وهو ما جرى عليه معظم النحاة.
(٣) خطوب: كوارث، تملت شبابنا، جاء في القاموس: يقال ملاك الله حبيبك: متعك به، وأن تتمتع الخطوب بالشباب كارثة!! إذ تمتص صباهم وتأكلهم، المنون: الموت، يستلئمون: يلبسون اللأمة وهي الدرع، الحدأ: جمع حدأة وهي الطائر المعروف، والمقصود بها الخيول، القبل: التي في عيونها حور.
المعنى: لقد أصبنا قديما بخطوب جسام أفنت شبابنا وأبطالنا، شبابنا لمت بهم، وأبطالنا أبلتهم، وكانوا في الحرب وهم يمتطون الخيول السريعة الحادة النظر كالحدإ في سرعتها وحدة نظرها.
وقد استشهد ابن عقيل بالبيت الأخير على استعمال "الألى" لجماعة الذكور والإناث، كما جاءت في البيت مرة قصد بها "الأبطال" ومرة أخرى قصد بها "الخيول" ومن رأي ابن عقيل ان استعمالها لجماعة الذكور أكثر من استعمالها لجماعة الإناث.

<<  <  ج: ص:  >  >>