للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- قول الآخر:

أقَاطِنٌ قومُ سَلْمَى أم نَوَوْا ظَعْنا ... إن يظعنوا فعجيبٌ عيشُ من قَطنَا١

إعراب: ما نافع إفشاء الأسرار.

ما: حرف نفي، نافع: مبتدأ مرفوع بالضمة، إفشاء: فاعل لكلمة "نافع" مرفوع بالضمة سد مسد الخبر، الأسرار: مضاف إليه مجرور بالكسرة.

هذا هو الأصل في تحقيق صورة المبتدأ الذي له مرفوع يغني عن الخبر وهو الاتجاه المشهور بين جمهور النحاة من البصريين.

لكن، خالف الكوفيون في الصفة الثانية، فأجازوا تحقيق هذه الصورة دون أن يتقدم على الوصف نفي أو استفهام، وورد على هذا الرأي من الشواهد:

- قول زهير الضبي:

فخيرٌ نحن عند النّاسِ منكم ... إذا الدّاعي المثوِّبُ قالَ يا لَا٢


١ يقال: قطن بالمكان: أقام به، ويقال: ظعن عن المكان: فارقه ورحل. يتساءل في أسى عن قوم حبيبته "سلمى" أيبقون مقيمين أم نووا الرحيل!! لئن كانت الأخيرة فلن يبقى مقيمًا بعدهم، لأنه لا طاقة له بالبقاء مع رحيلهم.
الشاهد: في قوله "أقاطن قوم سلمى" فإن كلمة "قاطن" مبتدأ له مرفوع أغنى عن الخبر، وهو كلمة "قوم" فهي فاعل به سد مسد الخبر.
٢ الداعي المثوب: الصارخ المستنجد رافعًا ثوبه ملوحا به، يا لا: أسلوب استغاثة، حذف منه المستغاث به، وأصله: يا للنجدة!!
يقول: إنهم عند الشدة خير الناس، إذ هم أهل النصرة للمستنجد المستغيث.
الشاهد: في "خير نحن" إذ ساقه بعض النحاة للاستدلال على أن كلمة "خير" مبتدأ له مرفوع يغني عن الخبر، وهو كلمة "نحن" والمبتدأ لم يعتمد على نفي أو استفهام، والرد أن الجملة مبتدأ وخبر على التقديم والتأخير، فلا دليل فيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>